استفادت بلدية بوعرفة الجبلية بولاية البليدة مؤخرا من عدة مشاريع تنموية تعد من ضمن انشغالات سكان البلدية التي عرفت هجرة العديد من سكانها خلال العشرية الماضية بحثا عن حياة أفضل ومن أهم هذه المشاريع التي تجسدت على أرض الواقع تلك المتعلقة بتهيئة المناطق النائية و تعبيد الطرق و فك العزلة و الصحة و تزويد السكان بشبكة الغاز الطبيعي وفي هذا السياق فقد بعث أمر تهيئة و تعبيد طريق التوارس نحو طريق بوعرفة وحي دريوش و كذا تهيئة حي أولاد الباي و ترميم مختلف الطرق بمنطقة بابا موسى ارتياحا عميقا في نفوس مواطني هذه الجماعة المحلية التي طالما اشتكت و لسنين عدة من مشكل التهميش و غياب المرافق الضرورية للعيش الكريم كما شكل أمر إعادة تهيئة و ترميم قاعة العلاج بفاس أعروس التي تعرضت للتخريب سنة 1993 مطلبا آخر اعتبرته العائلات القاطنة بالمنطقة ضروريا خاصة أنها كانت تضطر في غياب هذا المرفق الصحي الحيوي الوحيد بالمنطقة اللجوء إلى المدينة أو إلى مستشفيات الولاية لتلقي العلاجات الأولية ويضمن هذا الهيكل الصحي الذي أعيد تهيئته في إطار برنامج إعادة تهيئة قاعات العلاج المتواجدة بالولاية والمسطر من طرف مديرية الصحة تقديم العلاجات الأولية للمرضى و ذلك من خلال توفره على طبيب عام و ثلاث ممرضين في انتظار تدعيمه بسيارة إسعاف وفق ما ذكرته مصادر محلية ومن أهم المشاريع التنموية التي شكلت حجر الزاوية في تشجيع السكان وعودتهم إلى مناطقهم الأصلية و مزاولة حياتهم اليومية و المهنية بصورة عادية تلك المتعلقة بإيصال الغاز الطبيعي لنحو مائة ساكن بأحياء القلعة و عين الشبلاوية و بابا موسى حيث كان ذلك عشية الاحتفال بعيدي الاستقلال و الشباب ويؤكد سكان البلدية على أهمية ترقية قطاع السياحة و تثمين المواقع التي تزخر بها وكذا العناية بالفلاحة نظرا لتوفر البلدية على حوالي 20 هكتارا من الأراضي الفلاحية الواقعة بحي دريوش غير مستغلة ويشكل هذان القطاعان -حسب السكان- عاملان مهمان في ترقية البلدية و تحصيل بواسطتهما مداخيل هامة لتنمية البلدية الى جانب توفير مناصب عمل لشبابها الذي استفاد العديد منهم من محلات مهنية في إطار برنامج المائة محل مهني لكل بلدية وتواجه بلدية بوعرفة التي يقارب عدد سكانها 40 ألف نسمة و المتربعة على مساحة تزيد عن 60 كلم2 - تتشكل أساسا من الغابات حيث كانت المنطقة معروفة في الماضي بغابات بلوط الفلين و كثرة ينابيعها المائية و بساتينها- هذه الأيام خطر الحرائق شأنها شأن العديد من المناطق الجبلية بتراب الولاية حيث التهمت الحرائق جزءا كبيرا من هذه الثروة الغابية. ويلاحظ أن العديد من ينابيع المياه المتواجدة بها قد جفت فيما لم يبق من البساتين سوى مساحات جرداء و عقيمة أقيمت عليها بنايات هشة شوهت صورة المحيط وبالرغم من المجهودات التي بذلت منذ ترقية المنطقة إلى مصاف بلدية سنة 1984 واستفادتها من مشاريع اجتماعية و أخرى تربوية أو تلك التي تبذل حاليا لمحو آثار المأساة الوطنية إلا أنها تظل غير كافية حسب السكان الذين يتطلعون لتسوية مشكل الملكية الذين يعانون منه منذ فترة طويلة.