تعد ولاية الشلف واحدة من بين الولايات النموذجية التي استطاعت خلال العشرية الاخيرة، التخلص ممن اهم وابرز العراقيل التي كانت تعترض مسار التنمية بها ، وذلك بفضل جملة المشاريع التي استفادت منها اثناء هذه الفترة نتيجة للاستراتيجية الرشيدة المنتهجة من قبل الدولة على جميع الاصعدة، والتي تمكنت بواسطتها من محو اثار معاناة وماساة مواطنيها الذين عانوا فيما مضى ولسنوات طوال من دمار شامل للبنايات القاعدية اثر زلزال لصنام سنة 1980 ومن الجفاف بحكم المناخ الشبه جاف للمنطقة ، اضافة الى ويلات الارهاب خلال التسعينات، والتي كانت عاملا اساسيا من بين الاسباب التي ادت الى هجرة الالاف من سكانها الاصليين ونزوحهم الى ولايات اخرى. فهذه الولاية التاريخية والتي اشتهرت بمدينة لصنام خاصة بعد تضررها من زلزال سنة 1980 الشهير، تعتبر واحدة من بين الولايات الريفية ذات الطابع الزراعي والراعوي، التي شهد سكانها فيما مضى تدهورا ملحوطا لوضعيتهم من جميع النواحي، بسبب مشكل الجفاف الذي تعرفه المنطقة، اضافة الى طبيعتها التضاريسية الوعرة، مما شكل صعوبة في امداد سكناتها النائية بقنوات صرف المياه او الغاروحتي الكهرباء، الا ان هذه الاخيرة وبفضل جملة المشاريع التنموية التي تم اطلاقها في العشرية الاخيرة استطاعت الولاية ان تلتحق بالركب من خلال القضاء على العديد من المشاكل والعراقيل التي كانت تقف حائلا دون تقدمها.، جعلتها تعيش في الوقت الراهن قفزة نوعية على كافة الاصعدة. وفي هذا السياق، لاينكر احدنا ما تم تحقيقه من مشاريع كبرى وانجازات ضخمة في كافة المجالات والميادين، كما لا يختلف بعضنا البعض بخصوص التطور الذي شهدته بلادنا في السنوات الاخيرة اين عرفت نهظة من حيث المشاريع التي تم اطلاقها خلال العشرية الماضية في اطار التنمية،والتي تم فيها ايلاء الاهمية الكاملة لشتى ربوع الوطن مع التركيز بصورة خاصة على المناطق الريفية والنائية، التي كانت تعاني فيما مضى من التهميش والعزلة بهدف القضاء على تدهور الوضعية المعيشية لسكانها. وللوقوف على حقيقة الامر ، فلقد كان من الضروري الانتقال الى بعض المناطق الريفية لاسيما القرى النائية منها قصد الاطلاع على نسبة تقدم المشاريع، فضلا عن معاينة عجلة التنمية بها، وقد وقع اختيارنا على مدينة لصنام، نظرا الى التقدم الهائل الذي حققته في زمن قصي بفضل حرص القائمين على تسيير شؤونها، مقارنة مع حجم المعاناة التي كان يتخبط فيها سكانها، فهذه الاخيرة التي تتربع و لاية على مساحة 4791 كلم 2 يتوزع عليها 837,372ساكن على الكلومتر المربع الواحد ، حوالي 60 ٪ من هذه النسبة الإجمالية شباب أقل من 24 سنة، يحدها من شمال البحر المتوسط و من الجنوب و لاية تسيمسيلت أما من الناحية الشرقية فتقع بين كل من ولايتي تيبازة و عين الدفلى و من الناحية الغربية تجاورها ولاية غليزان . و تضم ولاية الشلف 35بلدية و 13 دائرة متوزعة على أربع مناطق جغرافية و طبيعية متميزة، ففي الشمال مرتفعات الظهرة و زكار، اما في الجنوب جبال الونشريس و في الوسط السهول الخصبة بالإضافة إلى الشريط الساحلي و الذي يقدر ب 120 كلم ، في حين يغلب على الولاية الطابع الفلاحي حيث تقدر المساحة الصالحة للزراعة ب161834 هكتار ، 11,62 ٪ منها أراضي مسقية و 40,04 أراضي غابية ، و تتركز الفلاحة خاصة على زراعة الحبوب من قمح الفلاحة خاصة على زراعة الحبوب من قمح صلب و لين و شعير و اللكلآ بنسبة 70 ٪ من الإنتاج الفلاحي . و على مستوى قطاع الري ، فإن الولاية تملك سدين تقدر طاقتهما ب 418,000,000 متر مكعب و الكمية التي تشغيل خلال السنة تقدر ب 43477544 متر مكعب و إستهلاك الماء في المناطق الحضرية يقدر ب 70 لتر في اليوم الواحد أما في المناطق الريفية فتقدر كمية الإستهلاك ب 30 لتر للمواطن. الجزائرالبليدة في اقل من 30 دقيقة والشلف في ظرف ساعتين زيارتنا الى ولاية الشلف فضلنا ان تكون نقطة انطلاقتها من محطة السكة الحديدية للسكوار، على متن الرحلة الصباحية الاولى الرابطة بين ولايتي الجزائر العاصمة والشلف مرورا بالبليدة، خميس مليانة ، وعين الدفلى، حيث امتطينا واحد من بين القطارات المكهربة الجديدة ذات الدفع الذاتي، و التي دخلت حيز الخدمة منذ بضعة اشهر الى جانب نظيراتها البالغ عددها 16 ، لتضع بذلك حدا لمعاناة المواطنين الذين تعودوا على اللجؤء الى حدمات القطار للتنقل ما بين الخطوط الداخلية. غادرنا المحطة في حدود العاشرة وثلاثة وخمسون دقيقة حسبما كانت تشير اليه الساعة الرقمية للقطار، هذا الاخير الذي يعتبر سابقة في بلادنا نظرا لما يوفره من راحة و متعة اثناء السفر، اضافة الى الخدمات التي يقدمها طوال الرحلة بما يدع المسافر يستمتع برحلته، كما يمكنه من الربط بالشبكة الكهربائية واستعمالها في تشحين بطاريات الهواتف النقالة او جهاز الحاسوب، في جو مؤمن ورقابة كاملة يسهر عليها حارسين مؤهلين للتدخل حين وقوع أي طارئ، بما يشعر المواطن بالامن والاطمئنان على نفسه واملاكه، الامر الذي انعكس ايجابيا في استقطاب المواطنين في مختلف الشرائح العمرية والفئات الجنسية حسبما اكدته لنا احدى المسافرات التي كانت بصدد زيارة اهلها رفقة ابنتها الصغيرة، قائلة '' لولا توفر الامن طوال السفر لما كان زوجي ليسمح لي بالسفر لوحدي'' وهو نفس مالمسناه بالنسبة للكثير من الطاعنين في السن الذين مهما اختلفت اسباب سفرهم، سواء تعلق الامر بزيارة مريض او قريب او قضاء حاجيات معينة وغيرها، الا انهم فضلوا الانتقال على متن قطار الدفع الذاتي المكهرب ، الذي يوفر لهم زيادة على الراحة والامن، اقتصاد في مصاريف النقل باعتباره لا يكلف سوى 300 دج أي ما يعادل 40 بالمئة من تذكرة القطار السريع. ومما زاد رحلتنا متعة ، تلك المناظر الخلابة و الطبيعة الرائعةالتي سلمت الى حد الساعة من زحف الاسمنت، فكلما كنا نتقدم كلما كانا نكتشف جمال بلادنا الساحر والتي كانت تتخللها بين الحين والاخر حلكة ضلام انفاق منطقة واد جر فضلا عن ضلال جسور الطريق السيار شرق غرب الذي يعبر المنطقة، كما ان المسافر بامكانه الاطلاع كلما شق الطريق نحو الامام على تلك الانجازات الضخمة التي تشهدها بعض الولايات المجاورة التي تتوسط كل من العاصمة والشلف، والتي تعرف نسبة تقدم ملحوظة توشك على الانتهاء.فعلى طول الطريق كنا نصادف نصادف بعض المنشات لفنية التي تم تجسيدها خلال السنوات الماضيةن على غرار ورشات المشاريع التي لا زالت قيد الانجاز، والتي تتوسط المساحات الرعوية والحقول الزراعية، وفي هذا الشان اكدت لنا احدى ''الحاجات '' ان الموسم الزراعي لهذه السنة كان صعبا نوعا ما على الفلاحين، الذين سيواجهون على حد قولها بعض المشاكل في جني منتجاتهم، لاسيما البطاطا منها، كون موسم الحرث تزامن مع هطول كمية كبيرة من الامطار، الامر الذي تسبب في تاخر رزماتة الموسم الزراعي وفساد بعض السلع. وكادت متعة سفرنا تكتمل لولا تقطعها ولسوء الحظ بتلك القذائف الحجرية التي كان يرمي بها الاطفال تارة تلوى الاخرى باتجاه القطار على طول الطريق والتي تسبب سابقا في كسر وتتشقق العديد نوافذ القطار، حيث سارع البعض من المسافرين الى التبليغ عن هذه التصرفات التي ترجع بدرجة اولى الى نقص التربية لدى هؤلاء والاهمال المفرط من جانب اوليائهم، في حبن تسائل البعض الاخر عن تماطل الجهات الامنية في اداء دورها والتحرك على جناح السرعة لمجرد تلقي شكوى لوضع حد لمثل هذه الافعال التي ستؤدي حتما الى تدهور وضعية القطار الذي تزيد تكلفة الواحد منها عن 370 مليار سنتيم، كما اقترح البعض الاخر من المسافرين، تنصيب كاميرات مخفية في الاماكن التي تسجل فيها الكثير من الحوادث المماثلة، او بالقرب من محطات القطار اين تكثر التجمعات السكانية ويكون السائق مجبرا على التقليل من سرعته قبل التوقف تماما. انتعاش حيوي لكافة القطاعات ودون ان نشعر حتى اخذ سائق القطار يردد عبر امواج مكبر الصوت معلنا الاقتراب من المحطة النهائية ، لنحط لرحال بمدينة لصنام في حدود الثانية زوالا و 15 دقيقة، اين اتجهانا مباشرة الى مقر الولاية اين كان في استضافتنا السيد جامع محمود والي ولاية الشلف الذي اكد ان هذا الانجاز الحيوي والهام يضاف الى ما تم تحقيقه في مجال النقل على المستوى المحلي ، حيث استفادت الولاية من مطار الشهيد أبي بكر بلقايد رصد له غلاف مالي بلغ 2,249,000,000 دج ، والذي يلعب دورا اساسيا في التخفيف من الضغط الذي تعرفه باقي المطارات على الصعيدين الدولي والمحلي ، ففضلا عن تصميمه وفقا لاحدث المعايير المعمول بها عالميا في ميدان النقل الجوي وتوفره على ضروريات التنقل، فان طاقة استيعابه التي لا تقل عن 125 ألف مسافر سنويا تضمن الربط بولايات غليزان، تسمسيلت،عين الدفلى، بالاضافة الى الخطوط الدولية. وفي ذات السياق دائما استفادت الولاية من عدة منشات قاعدية ابرزها يثمتل في النفق الأرضي على مستوى محور تقاطع الطريقين الوطنين رقم (04) و(09)، والذي يعلب حاليا دورا هاما في التخفيف من الضغط خاصة نحو المناطق الشمالية الى جانب حصة الولاية من مشروع الطريق السيار شرق - غرب الذي يمتد انطلاقا من وادي الفضة شرقا الى بوقادير غربا على طول 55 كلم. السيد جامع محمود، تحدث مطولا ليومية ''الشعب'' عن المسار الحافل الذي قطعته ولاية الشلف في مجال التنمية ، وما تم تحقيقه خلال السنوات الاخيرة من انجازات هامة على جميع الاصعدة، مبرزا ان المشاريع التنموية التي تمس المواطن عرفت انتعاشا منذ بداية القرن الحالي، وتجسدت في اعادة تاهيل الطرق البلدية التي اولتها السلطة عناية خاصة لما لها من دور في فك العزلة على المناطق والقرى النائية، فبعد سنة 2005 تم اعداد برنامج خاص لاعادة تاهيل كل الطرقات البلدية على المستوى الوطني، ومن جهتها رصدت الولاية غلافا ماليا قدره 120 مليار سنتيم للسنة الجارية، وهو نفس المبلغ الذي خصصته خلال سنتي 2005 و2008، مما سمح بصيانة واعادة تاهيل الطرقات على مستوى 32 بلدية من مجموع 35 بلدية. اما فيما يتعلق بجانب التمدرس فقد باشرت الولاية عملية تعويض المؤسسات التربوية ذات السكن الجاهز بأخرى صلبة، حيث تم خلال 2008 استلام 5 ثانويات و10 متوسطات الى جانب 13 مجمع مدرسي و22 مطعم مدرسي بقدر 200 وجبة لكل واحد منها، اما بالنسبة للتعليم العالي والبحث العلمي فقد خصت السلطات المحلية طلبة الولاية بمشاريع لا تخلو من الاهمية، وفي مقدمتها القطب الجامعي الكبير الذي استفادت منه ببلدية أولاد فارس، التي أصبحت حاليا مدينة جامعية ضخمة تفتخر بها ولاية الشلف، فعلى حد الوالي فان الهدف المسطر يتمثل في بلوغ 5000 مقد بيداغوجي في افاق 2010، الى حين بلوغ ماهو منصوص عليه ضمن مخطط المشروع والمقدر ب 8000 مقعد بيداغوجي و3000 سرير، بحيث ان ما تم انشاؤه الى حد الان يسمح باستقبال 2000 طالب ويتسع ل 2500 سرير، ، كما رصد لهذا الحرم والمكسب الجامعي غلاف مالي تعدى 240 مليار سنتيم، تضمن انجاز معهد جديد للعلوم بسعة 2000 مقعد دراسة وإنجاز كلية جديدة ومعهد بيداغوجي جديد بطاقة استيعاب قدره 4000 سرير، إلى جانب انجاز اقامة جامعية تتسع ل 3000 سرير، مع دراسة وانجاز معهد بيداغوجي للعلوم الاجتماعية سعته 2000 مقعد، اضافة الى الانطلاق عما قريب في بناء معهدين واحد للرياضة واخر للهندسة بسعة 1000 مقعد لكل واحد منهما. المشاريع التنموية لم تتوقف عند هذا الحد، بل مست اهم القطاعات الحساسة بما فيها قطاع السكن، هذا الاخير الذي شهد انتعاشا ملحوظا، تعكسه بغلة الارقام ما استفادت منه الولاية خلال سنة 2006، على غرار البرامج التنموية المختلفة التي سمحت ببناء 8888 سكن، فيما بلغت حصة البناء الذاتي المنجزة 399 سكن و56 سكنا إلزاميا، بالإضافة الى 108 في إطار السكن بالإيجار، في حين قدر عدد السكنات المبرمجة لنفس السنة 3174 حصة، انطلق منها 2979 سكن، وفق المخطط الرئيسي للتهيئة الحضرية في صيغته الجديدة التي صودق عليها في جانفي 2006 والقاضية بتوسيع مدينة الشلف. وبموجب مختلف البرامج الممنوحة من طرف برامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، خاصة البرنامج الخماسي المقدم للشلف، نجد أزيد من 17 ألف وحدة سكنية موزعة بين الريفي، الاجتماعي الإيجاري والتساهمي، ويهدف هذا العدد الكبير من البرامج السكنية، خاصة إلى القضاء على مشكل ''الشاليهات'' وإعادة إسكان منكوبي زلزال ''الأصنام1980 ''، اما بشان تجسيد برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفلبقة القاضي بانشاء 100 محل تجاري بكل بلدية،ودائما قد تدعيم المشاريع الشبانية، فقد استفادت ولاية الشلف من 3500 محل تم استلام 3035 محل حسب آخر الإحصائيات في حين بلغت نسبة الاشغال على مستوى المحلات المتبقية نسبة 80 بالمائة . الولاية تكسب أكبر تحد في التزود بالمياه الحديث عن قطاع الري بولاية الشلف، يجرنا الى القول أن الأموال التي استهلكها من مجموع الغلاف المالي المرصود للولاية عبر مختلف القطاعات بين 1999 و2005، بلغت 17، أي ماقيمته 11,880,775,000دج، سخرت لإنجاز 57 عملية تشمل مشاريع للتزود بالماء الشروب ومشاريع التطهير، ولعل أهم مشروع استفادت منه الولاية يتعلق برواق الشلف تنس القلتة، بغلاف مالي قدر ب 5,889,000,000 دج، ويستفيد منه 283,000 ساكن، انطلاقا من سد سيدي يعقوب الذي يعد الممون الرئيسي للمشروع. كما تتوفر الولاية على سدين، بالإضافة الى الأول ويتعلق الأمر بسد سيدي يعقوب الذي تصل طاقة استيعابه الى 286 م3 والموجه الى الشرب والسقي، فيما يبقى مخزونه في حاجة الى كميات كبيرة نظرا لمتطلبات السكان، أما السد الثاني فهو سد وادي الفضة الذي يعد من أقدم السدود في الجزائر حيث يعود تاريخ انشائه الى سنة 1932، وكان هذا السد يمون بساتين الحمضيات بالجهة الشرقية للولاية على امتداد مساحات شاسعة، بحيث تصل طاقة تخزينة النظرية الى 132 مليون م2 ، كما تم تدشين سد حرشون من طرف رئيس الجمهورية بقدرة استعياب تصل الى 1,5 هكل3 ، وتتوفر الولاية على 369 خزان مائي موزع على مختلف بلديات الولاية، بطاقة تخزين تقدر ب 136530م3 منها323 خزان تشتغل بطاقة 127030 م2، مقابل 46 خزانا غير مشتغل، وهذا حسب احصائيات سنة 2006. و حسب احصائيات 2006 فقد قدر عدد السكان الموصولين بشبكة المياه الصالحة للشرب ب 828726 ساكن، بمعدل، أما عن التغطية الإجمالية للحاجيات اليومية للماء الشروب، فبلغت 59 بمعدل يومي قدر ب 100 لتر يوميا، أما العجز فقدر ب 68976 م3 يوميا. وفيما يخص الحواجز المائية، فتتوفر الولاية على 7 حواجز مائية بطاقة تخزين اجمالية تقدر ب 1,97 مليون م3، اثنان (02) منها تم انجازهما بكل من تاوريت وبني راشد، وهذا من أجل الإنعاش الفلاحي. سنجاس البلددية ''الشبح '' تستعيد امنها واستقرارها كل هذه الارقام كان علينا ان نتفقدئولو عينة منها على ارض الواقع، وما من نموذج افضل من بلدية سنجاس التي ارهقتها ويلات الارهاب في سنوات مضت، وانهكت المعانة سكانها الذين ابوا مغادرتها في اشد الفترات التي عايشتها المنطقة ،بالرغم من نقص الهياكل الاساسية والقاعدية ، الى حين ان حلت بها المشاريع التنموية التي فكت الغبن عن هؤلاء وجاءت لتمحور اثار المعاناة. فالزائر لبلدية سنجاس خلال التسعينات اشبه بمن ينتقل الى منقطة شبه مهجورة ومجردة من ادنى متطلبات الحياة لاسيما ان قاطنيها موزعين في مناطق متشعة من ترابها، من يجعل الوضع يوحي بخلوها من أي المرافق الحيوية، الا ان الامن يختلف في الوقت الراهن عن الماضي ، بعد ان تمكنت هذه البلدية التي تبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 10 كلم من تخطي جملة العراقيل التي حالت دون تقدمها، فوسط منطقة جبلية ، قابلتنا هياكل البنايات الجديدية الخاصة بكل من مقر الامن الوطني و مفرزة الحماية المدنية اللتان ستدخل حيز العمل خلال الاسابيع القليلة القادمة، معلنة دخولنا لدية سنجاس المناضلة. وحسبما اوضحه رئيس المجلس الشعبي البلدي لسنجاس السيد ايتيم جيلالي فقد تم تسجيل تحسن ملحوط مقارنة مع السنوات الماضية من حيث استتباب الامن وانطلاق المشاريع الحيوية فضلا عن تحسن الاوضاع الاجتماعية، مشيرا الى ان البلدية تم اختيارها كنمودج تجريبي سنة 2008 لتطبيق المشروع الجواري للتنمية الريفية المندمجة، حيث تم تجسيده على مستوى مدينتي العمارة والصوامت اللتان تقعان على ضفاف الونشريس غرب سنجاس واللتان كانتا احدى اخطر المناطق خلال العشرية السوادء والاكثر تضرار من الاعمال الارهابية، في حين تشهدان حاليا قفزة نوعية من حيث نمو المشاريع، وفي مقدمتها انجاز سد ومحطة ضح تمول سدين احدهما ب200 م'' والاخر ب100 م'' كما تم بالموازاة مع ذلك بناء حيين جامعيين وايصال السكنات المعزولة بالمياه. وفي ذات السياق تم تجسيد دار الشباب سيتم استيلامه خلال الايام القليلة القادمة، كما تم اعادة تهييئة الطرقات بصورة شبه كلية وتعزيز الانارة العمومية عبر احياء البلدية، مع فتح مستوصف طبي في انتظار استلام ما لا يقل عن 100 سكن ريفي الخاصة بسنة 2008 لتوزيعها خلال الشهر الحال على المستفيدين، والانطلاق بعدها في بناء 70 سكن اخر يقع برنامجها حاليا قيد الدراسة ، والتي تاتي كلها لتدعيم الحصة الموزعة ما بين 2005 و2007 والمقدرة ب500 سكن. بلدية سنجاس التي تعد احدى البلديات الام لولاية الشلف الى جانب بلدية اولاد فارس، بصفتهما اقدم بلديتين يعود تاريخ تاسيسهما الى سنة 1914، تشهد عودة سكانها الاصليين الى مساكنهم بعدنا انحفض عددهم من 33 الف نسمة سنة 1990 الى 28 الف حسب الاحائيات الاخيرة لسنة 2008 ، ولعل ما زاد في اقناع هؤلاء النازحين بالعودة هو مساهمة الدولة في خلق مقاولات شبانية على غرار مؤسسات مصغرة، على غرار '' مؤسسة الجزائر البيضاء'' المختصة في تجميل المحيط والنظافة والتي اثبتت نجاعة سواء من حيث الخدمة ومن حيث متصاص البطالة، وفضلا عن ذلك استفادت البلدية من 60 منصب للاذماج الامهني، بالاضافة الى اعانة الشباب بقروض مصغرة لاطلاق مشاربعهم المتعلقة بتربية النحل، الدواجن، غرس الاشجار المتمرة ، وتربية المواشي.