أكد مدير المركز الوطني لعلم المناخ جمال بوشارف، أن الجزائر لم تسلم من التغيرات المناخية التي تشغل الرأي العام العالمي. وخلال نزوله ضيفا على برنامج "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة، أكد بوشارف أنه تمت دراسات عديدة على مستوى المركز الوطني المتخصص في علم المناخ و لا سيما فيما يخص ارتفاع درجة الحرارة التي سجلت زيادة تراوحت من 05 إلى 06 درجات على المستوى الوطني. وأضاف أن الهضاب العليا الغربية للجزائر شهدت تغيرات مناخية غير معهودة، إذ سقطت بها أمطار سابقة لأوانها قاربت المائة ملم خلال السنوات 2007 إلى 2009 ، وهي مؤشرات على عدم الاستقرار في المناخ سواء على المستوى العالمي أو المحلي. وتطرق ضيف الثالثة إلى أن ظهور ظواهر مثل الاحتباس الحراري الذي يسود الأجواء العالمية بحيث ملئها بخار الماء ونتج عنه ظواهر مناخية صعبة كالفيضانات ، الجفاف وكذا موجات حرارية يتوجب علينا وضع أجهزة إنذار لتنبؤات التغيرات المناخية على المدى القصير، أي اتخاذ إستراتيجية شاملة لتفادي الأخطار الاجتماعية والاقتصادية كقطاع التنمية المستدامة و النقل و البناء، مع الأخذ بعين الاعتبار الإطلاع الدائم للنشرات المناخية اليومية. كما أشار مدير المركز الوطني لعلم المناخ إلى أن موقع الجزائر الجغرافي تركها تتأثر بالتغيرات المناخية كذا بعدم الاستقرار في الطقس. وأوضح أن مركز علم المناخ والمرصد الجوي بصدد إجراء دراسة مستمرة لضبط التنبؤات والتغيرات الجوية و ذلك باستعمال أجهزة متطورة في الميدان لتخفيف حدة الظواهر التي قد تنجم في وقت قصير. وفي هذا السياق ذكر بالمحطة الدولية الجوية للتغيرات المناخية بتمنراست منذ 1992 ذات المواصفات العالمية بحيث تقوم بقياس الغازات المنبعثة في الجو كغاز ثاني أكسيد الكربون والأوزون أو الغازات ذات الطابع الإشعاعي. كما أشار إلى أن الجزائر والبلدان الأفريقية ليست مسؤولة عن التلوث الناجم عنه الاحتباس الحراري. وأوضح ضيف الثالثة أن 90 بالمائة من التغيرات المناخية سببها الإنسان وأن قمة كوبنهاغن للمناخ خصت الاتفاق بين الدول الصناعية والدول في طريق النمو كالهند و الصين و الولاياتالمتحدة أما الدول الأقل تطورا فلا تأثير منها في مجال التغيرات المناخية إذ أن استهلاك الأفريقي للطاقة مثلا 4 بالمائة أقل بكثير من نظيره في الدول المصنعة 25 بالمائة. و ينتظر من القمة القادمة في المكسيك أن تتخذ الدول المتطورة احتياطاتها للتقليل من الاحتباس الحراري الذي غير المناخ العالمي.