استبعد وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة شريف رحماني ، أمس، »بشكل تام «قبول دول الجنوب و المنتجة للنفط دفع غرامات مالية على نشاطاتها و إفرازات مادة الكربون بحجة التغيرات المناخية، وأكد أن إفريقيا سيكون لها موقفا قويا في قمة كوبنهاغن، متهما دول الشمال بالتسبب في الاحتباس الحراري. شدّد رحماني خلال نزوله ضيفا على القناة الثالثة للإذاعة الوطنية على عدم إعاقة وتيرة النمو في دول الجنوب التي ستعاني بشكل كبير من آثار التغيرات المناخية التي تسببت فيها تاريخيا منذ قرنين دول الشمال الغنية. واعتبر رحماني الذي يترأس مجموعة إفريقيا في المؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية الذي انطلقت أشغاله في كوبنهاغن بالدانمارك أمس، أن» تحمل آثار هذه التغيرات يجب أن يكون بصفة عادلة ومتساوية لا سيما من حيث المصاريف«. و علق الوزير قائلا على المشاركة الإفريقية في هذا المؤتمر، إن » الدول الإفريقية سيكون لها لأول مرة في التاريخ »موقفا قويا و مشتركا وذلك منذ إعلان الجزائر والذي تم تأكيده بنيروبي في جوان الماضي«، ليضيف أن إفريقيا التي كان موقفها غائبا تماما بكيوتو باليابان و التي كانت أيضا ممثلة بصفة محتشمة في بالي بأندونيسيا ستشارك بقوة و بتمثيل أعلى مستوى خلال مؤتمر كوبنهاغن. وقال رحماني إن موقف إفريقيا حول التغيرات المناخية في هذا اللقاء سينطلق من »واقع تبناه الجميع في الوقت الراهن و الذي يبرز مدى خطورة الوضع على كوكبنا الذي لا يمكن أن يستمر على الدوام لأنه سيؤثر سلبا على التنمية المستدامة وعلى دول الجنوب خاصة دول إفريقيا«، معددا انعكاسات التغيرات المناخية والتي تأتي في مقدمتها ندرة المياه واتساع رقعة الجفاف والتصحر، ناهيك عن الإضرار التي تلحق قطاع الفلاحة بسبب تذبذب المناخ. ودعا رحماني الدول السائرة في طريق النمو إلى التكيف مع الواقع الجديد الناجم عن التغيرات المناخية للتصدي إلى كل آثارها، ملحا على وجوب اتخاذ موقف جاد في مؤتمر كوبنهاغن لتحديد المسؤوليات وحث الدول المتطورة على التقليص من الانبعاثات الغازية للتوصل إلى تحقيق استقرار في إفرازات الكاربون في أفاق 2020 و وضع حد للاحتباس الحراري في 2050 . وطالب رحماني بمساعدة الدول الفقيرة في تمويل المشاريع والتكوين والتحكم في التحول التكنولوجي،ولتحقيق هذا المسعى يرى الوزير أنه بات ضروريا إيجاد موارد أساسية في إطار اقتصاد خال من إفرازات مادة الكاربون، داعيا الدول الغنية إلى »مرافقة دول إفريقيا للخروج باقتصاد جديد يراعي شروط البيئة والمناخ و التنمية المستدامة«. على صعيد آخر، ذكر رحماني بأن عديد من الدول الموقعة على اتفاقية كيوتو لم تحترم ولم توف بالتزاماتها، مشيرا إلى أن دول إفريقيا ستواصل فرض وجودها في مختلف المفاوضات حتى تسمع صوتها بقوة وحتى تتحمل الدول الغنية مسؤولياتها الكاملة و تلتزم بتقليص الانبعاثات الغازية بنسبة 40 بالمئة في آفاق 2020«. ودعا الوزير إلى إنشاء صندوق لتمويل المشاريع يتم تمويله بأموال عمومية بصفة دائمة ومنتظمة من قبل الدول التي ساهمت تاريخيا في التغيرات المناخية. وأكد وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة أن موارد الصندوق يجب أن توجه للتكفل بثلاثة محاور أساسية تتمثل في التكوين ومرافقة ومتابعة الدول في طريق النمو و تحضيرها للتكيف مع المشاكل الناجمة عن نقص تهاطل الأمطار وندرة الموارد المائية ومساعدتها على التحكم في المشاكل الفلاحية المترتبة عن التغيرات المناخية. وتوقع رحماني أن تعرف قضية التغيرات المناخية حلا في المستقبل القريب وذلك بسبب الوعي الذي أصبح يميز الرأي العام الدولي، إضافة إلى تطور موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ مجيء الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض.