صورة للوحة اللغز خلال المداهمات الأخيرة لمصالح الدرك الوطني بقسنطينة تم حجز الكثير من التحف، وأثار تواجد لوحة للفنان الإسباني العملاق "بابلو بيكاسو"، والتي تحمل عنوان "الإناء المغلق"، ضجة كبيرة، خاصة وأنها لوحة أصلية وحقيقية. * تنقلت "الشروق اليومي" إلى صاحب "الإناء المغلق"، النادرة، وهو السيد رامال مباركي، البالغ من العمر 43 سنة، وهو من مواليد وسكان قسنطينة وفنان تشكيلي، فروى لها قصة وصول هذه اللوحة التحفة إليه، فقد عاد إلى عشقه الكبير منذ صغره لجمع التحف النادرة حيث تمكن على مدار السنوات من الحصول على عدة لوحات لفنانين عالميين منهم الفرنسي دييسبير الذي يمتلك لوحتين لهما عربي بعنوان "الرعاة" و"الزيتون" ولوحة زيتية على الخشب لصاحبها الفرنسي بيار لاكروا بعنوان "الفلفل"، أما أهم لوحة حازها فهي بعنوان "الإناء المغلق" لبابلو بيكاسو، وتحصل عليها من أحد الخواص منذ سنوات قليلة، وعلم بأن صاحبها، وهو في السبعين من العمر، امتلكها لمدة أربعين سنة، والشائع أن المعمرين الفرنسيين امتلكوا منذ الخمسينيات الكثير من التحف الفنية النادرة، ومنها لوحات لغات كوخ وبيكاسو، وتخلوا عنها قبل الاستقلال بالبيع أو بتركها. * أما السيد مباركي رامال، المدعو مامي، فيؤكد بأنه عندما اشترى عدة لوحات فنية منها لوحة بيكاسو كان معجبا بها، لأنه في الأصل فنان تشكيلي، ولم يكن يتصور بأنها أصلية، لكن عددا من الفنانين المعروفين من ذوي الشهرة أكدوا له بأنها لوحات أصلية لبيار لاكروا ودييبي وبيكاسو، فحافظ عليها، وأكثر من ذلك قدمها لمحضر قضائي لأجل تسجيلها ضمن المادة 171 الخاصة بالملكية المنقولة، خاصة وأنه لا يوجد في الجزائر موثقين متخصصين بتسجيل التحف، كما لا توجد بنوك لحفظ هذا النوع من اللوحات العالمية. * وأكد السيد مباركي أيضا على أن اللوحات التي بحوزته، ومنها لوحة بيكاسو، ليست محل بحث لا في الجزائر ولا في فرنسا وإسبانيا، وبأنه هو من اكتشف حقيقتها قبل أن تحجز في مسكنه، ولم يكن بصدد تهريبها للخارج. كما عبّر عن استعداده للاعتراف بأنها ملك خاص له. * أما عن اللوحة الخاصة ببابلو بيكاسو فقد رسمها الفنان الراحل عام 1957، وتم عرضها في متحف مونتريه بباريس، في ذات العام، وكان بيكاسو بمجرد الانتهاء من عرض لوحاته يقوم ببيعها، ولم يكن ثمنها باهضا في ذلك الوقت، حيث أن شهرة لوحات بيكاسو بدأت في 1973 عندما سرقت لوحته الشهيرة "التسلسل" من نيويورك، فانفجرت أسعارها في كل دول العالم، ويمتلك الملياردير المصري الشهير محمد الفايد ثلاث لوحات لبيكاسو، وفي 8 جويلية الماضي بيعت في فرنسا لوحة أخرى بالمزاد العلني تحمل عنوان "فتاة أفينيون" اشتراها ملياردير خليجي، مما يعني أن لوحات بيكاسو يمكن بيعها ونقلها، وهي ليست من الآثار، لأن عمرها نصف قرن فقط. * أما عن التأكد من أنها أصلية فإن هذه اللوحة، حسب صاحبها، تحمل طوابع خلفية وأمامية، وفي واجهتها إمضاءان وبصمة خاصة ببيكاسو، إضافة إلى تركيبة الألوان المميزة لبيكاسو والزيت الطبيعي ونوعية اللوح، التي تدل على أنها تعود إلى الخمسينيات، مع الإشارة إلى أن لوحة مماثلة موجودة في مركز بومبيدو بفرنسا، وهي كبيرة الحجم، وتوجد نسخ أخرى منها كون بيكاسو تعود على تقديم نسخ متعددة للوحاته. *