شارك مئات الآلاف في مختلف عواصم ومدن العالم أمس الأول بمظاهرات غاضبة تندد بالمجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد المتضامنين على متن أسطول الحرية المتوجه إلى قطاع غزة المحاصر، والتي أسفرت عن استشهاد 19 شخصاً على الأقل وإصابة 26 آخرين. فقد شهدت تركيا أضخم الاحتجاجات المنددة بالمجزرة الإسرائيلية، حيث احتشد أكثر من ألف متظاهر خارج مقر السفير الإسرائيلي بالعاصمة أنقرة مطالبين بطرده، وهتفوا بشعارات تندد "بالمجرمين الصهاينة". كما حاول أكثر من عشرة آلاف متظاهر اقتحام مقر القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول قبل أن يتوجهوا عصر أول أمس للتجمع في ميدان تقسيم بوسط المدينة، ثم عادوا لحصار القنصلية مساء وأحرقوا الأعلام الإسرائيلية وطالبوا بالانتقام لضحايا المجزرة ومعظمهم من الأتراك، وقذفوا قوات مكافحة الشغب بالحجارة وزجاجات المياه بعدما منعتهم من اختراق الحواجز المحيطة بالمبنى. أما في العاصمة الإيرانية طهران فقد قذف عشرات المتظاهرين مكتب الأممالمتحدة بالحجارة مطالبين "بإزالة النظام العنصري الإسرائيلي"، وأحرقوا علم إسرائيل ومزقوا صوراً لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. بدورها شهدت العاصمة الباكستانية إسلام آباد مظاهرة سلمية شارك فيها نواب وصحفيون نددوا بالمجزرة الإسرائيلية، وطالبوا الأممالمتحدة والولايات المتحدة بالتدخل. وفي لندن احتشد آلاف البريطانيين خارج مقر رئيس الوزراء ديفد كاميرون والسفارة الإسرائيلية تضامنا مع ضحايا أسطول الحرية والفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، وطالبوا باتخاذ موقف دولي حازم ضد إسرائيل. كما طالبوا الحكومة البريطانية بسحب سفيرها من إسرائيل، وحملوا لافتات تدين "جرائم الحرب" الإسرائيلية. وشهدت العاصمة الفرنسية باريس مظاهرة ضخمة شارك فيها أكثر من خمسة آلاف شخص، أعربوا خلالها عن غضبهم الشديد حيال العدوان الذي تعرض له أسطول الحرية، وطالبوا برفع الحصار عن قطاع غزة، ودعوا المجتمع الدولي إلى التحرك وعدم الاكتفاء بالتنديد، وضرورة معاقبة المعتدين الإسرائيليين. وحاول المتظاهرون الذين احتشدوا في شارع الشانزليزيه التوجه إلى السفارة الإسرائيلية التي أحاطتها قوات الأمن الفرنسية بإجراءات مشددة، وسدت كل الطرق المؤدية إليها مخافة اقتراب المتظاهرين. كما شهدت مدن ستراسبورغ ومرسيليا وليون مظاهرات مماثلة. كما تظاهر مئات الفلسطينيين والعرب والأجانب المناصرين للقضية الفلسطينية أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة الألمانية برلين تعبيرا عن احتجاجهم على الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، مرددين شعارات أدانت ما أسموه الهمجية الإسرائيلية وطالبوا بفك فوري للحصار المفروض على قطاع غزة. وفي العاصمة اليونانية أثينا استخدمت الشرطة قنابل الغاز المدمع لتفريق أكثر 1500 متظاهر خارج السفارة الإسرائيلية، في حين تظاهر أكثر من ألفين آخرين في مدينة ثيسالونيكي شمال البلاد. وشارك نحو ستة آلاف شخص في مظاهرات غاضبة بالعاصمة السويدية ستوكهولم. كما شارك آخرون في مدن غوذنبرغ ومالمو ثاني وثالث أكبر مدينتين في البلاد. وفي جنيف بسويسرا تجمع نحو ألفي شخص أمام مقرات الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي مطالبين بفتح تحقيق في الهجوم الإسرائيلي، كما خرج مئات البوسنيين في مسيرة جابت شوارع سراييفو رافعين الأعلام الفلسطينية. وتظاهر كذلك المئات أمام السفارات الإسرائيلية في عدد من العواصم والمدن الأوروبية مثل كوبنهاغن الدانماركية وأوسلو النرويجية ولاهاي الهولندية وبروكسل البلجيكية. ولم تخل العاصمة الأميركية واشنطن من احتجاجات حيث تظاهر العشرات خارج مقر السفارة الإسرائيلية، مطالبين بإنهاء حصار غزة و"إغلاق السفارة"، ووقف القرصنة الإسرائيلية"، ورفع بعضهم أعلاماً فلسطينية ولافتات كتب عليها عبارة "مجزرة إسرائيلية أخرى".