أكد رشيد بن عيسى وزير الفلاحة والتنمية الريفية، أمس، أن عودة الجزائر لتصدير الشعير بعد أكثر من 43 سنة من الغياب دليل على قوة الإمكانيات المسخرة، على اعتبار أن قطاع الفلاحة أصبح قطاعا اقتصاديا ترويجيا، وفي هذا الإطار طالب الفلاحين والموالين بضرورة إدخال التكنولوجيات اللازمة على عملهم، خاصة وأن الجزائر تتدرج في مسيرتها للخروج من مرحلة عدم القدرة إلى الثقة والإمكانية. سارة.ب
وصف رشيد بن عيسى وزير الفلاحة والتنمية الريفية أول عملية تصدير للشعير في الجزائر خلال إشرافه على عمليات التحميل بميناء الجزائر بالتاريخية باعتبار أن الجزائر قد غابت لأكثر من 43 سنة عن ساحة التصدير الدولية، حيث أن آخر عملية للتصدير كانت سنة 1967، معتبرا هذه العملية قفزة نوعية بعد أن تحول عمل الآلات من التفريغ إلى الشحن، وفي ذات السياق أكد الوزير أن هذه العملية دليل واضح على حجم الإمكانيات المسخرة، في طريق الفلاحة للقطاع الاقتصادي الترويجي مثمنا الدور الجبار الذي قام به عمال الديوان المهني للحبوب في وقت قصير بعد أن تمكن من التجاوب مع الطلب. من جهة أخرى أشار بن عيسى إلى قدرة الفلاحين والموالين الجزائريين على التحسين من مستوى الإنتاج، مطالبا إياهم بضرورة إدخال التكنولوجيات الحديثة. وتأتي عملية التصدير هذه بعد نشر المناقصة الدولية للبيع، وتمت بمشاركة عشر تعاونيات الحبوب والبقوليات التابعة لكل من ولايات تيارت، تلمسان، باتنة، سوق أهراس، تبسة، قسنطينة، وخضعت الكميات الأولى الموجهة للتصدير لمراقبة صارمة على مستوى كل التعاونيات الولائية قبل وصولها للجزائر العاصمة، وذلك بعد التأكد من مراعاة واحترام مقاييس ومعايير التصدير ومراقبة ثانية على مستوى ميناء الجزائر من طرف مصالح وقاية النباتات والمراقبة التقنية التابعة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، ويسمح نظام المراقبة ببيع منتوج ذي جودة ونوعية في الأسواق الدولية بنسبة رطوبة ما بين 8 و9 بالمائة، في حين تقدر المعايير الدولية نسبة الرطوبة ب15 بالمائة. وفي هذا الإطار بالذات أكد نور الدين كحال المدير العام للديوان المهني للحبوب على هامش تفقد وزير الفلاحة والتنمية رشيد بن عيسى لسير العملية، أن كمية الشعير المصدرة والمقدرة ب100 ألف قنطار والمقتناة من طرف متعامل فرنسي هي ذات جودة عالية جدا، مضيفا أن الديوان منذ أفريل 2009 لم يستورد الحبوب، أي أن الجزائر ومنذ أكثر من سنة لم تستورد الحبوب، وقدر ثمن الشعير المباع ب 135،5 دولار للطن، فيما كشف عن وجود دفعة ثانية خلال عشرة أيام.
ويأتي تصدير الجزائر لمنتوج الشعير بعد تسجيل منتوج حبوب قياسي خلال حملة الحصاد و الدرس لسنة 2008-2009 بلغ 61 مليون قنطار منها 24 مليون قنطار من الشعير و3ر24 مليون قنطار من القمح الصلب و 3ر11 مليون قنطار من القمح اللين، و قد تحقق هذا الإنتاج بفضل كميات الأمطار التي تساقطت في تلك الفترة و كذا الإجراءات المتخذة من طرف وزارة الفلاحة في إطار تنفيذ سياسة تجديد الاقتصاد الريفي، وفي هذا السياق أكد رشيد بن عيسى أن منتوج الحبوب المتضرر هذه السنة من الكوارث الطبيعية لن يكون بعيدا جدا عن منتوج السنة الفارطة، داعيا الفلاحين إلى استغلال كل الإمكانيات المسخرة.