قالت كوريا الشمالية إنها أبلغت مجلس الأمن الدولي عدم مسؤوليتها عن غرق سفينة حربية كورية جنوبية في 26 مارس الماضي، مما أدى إلى مقتل 46 بحارا، وحذرت من أن قواتها العسكرية سترد إذا ما استجوبها المجلس أو أدانها بشأن هذا الحادث. وقال سفير كوريا الشمالية لدى الأممالمتحدة سين سون هو- في مؤتمر صحفي نادر بمقر المنظمة الدولية في نيويورك- إنه إذا ناقش المجلس رسميا هذه القضية -من خلال نتائج تحقيق أحادية من كوريا الجنوبية دون التأكد عبر بلاده التي هي الضحية، على حد قوله- فإن هذا يعني أن مجلس الأمن يأخذ جانب أحد أطراف النزاع ويستثني الطرف الآخر. وطالب سين بالسماح لمحققين عسكريين من بلاده بالذهاب إلى الموقع الذي غرقت فيه السفينة "تشيونان" في البحر الأصفر للتأكد من نتيجة التحقيق الكوري الجنوبي بطريقة موضوعية وعلمية، مشيرا إلى أنه في حال السماح لهؤلاء المحققين بزيارة الموقع فإن الحقيقة ستتضح. واتهم سين كلا من الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية بمحاولة جني مكاسب سياسية من وراء الحادث. وأشار إلى أن سول أعلنت نتائج تحقيقاتها في 20 ماي الماضي، وهو اليوم الذي بدأت فيه الانتخابات المحلية في كوريا الجنوبية. وأضاف أن الحادث يمكن أن يساعد واشنطن في تعزيز نفوذها العسكري في شمال شرق آسيا الذي يضم اليابان وكوريا الجنوبية، حيث تستضيف هاتان الدولتان قواعد عسكرية أميركية على أراضيها. وحذر سين من أن الوضع الخطير الموجود اليوم في شبه الجزيرة الكورية ينذر بنشوب حرب في أي وقت، بسبب ما أسماها "المناورات العسكرية المتهورة لكوريا الجنوبية من أجل الانتقام والعقاب بعد تلفيقها نتيجة التحقيقات". وكان مجلس الأمن الدولي عبر الاثنين الماضي عن القلق البالغ لإغراق سفينة حربية لكوريا الجنوبية في مارس الماضي، مما أدى إلى تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، دون أن يذكر في بيانه من المسؤول عن هذا الحادث. ولم يعلن المجلس إلى الآن ما سيفعله بشأن خطاب الشكوى المقدم من كوريا الجنوبية، والذي تلقي فيه باللوم على جارتها الشمالية في وفاة البحارة وغرق السفينة. وأبلغت كوريا الجنوبية مجلس الأمن في الرابع من الشهر الجاري أن الهجوم جرى التحقيق فيه من قبل جيشها وفريق دولي يضم خبراء من أستراليا وكندا والسويد وبريطانيا والولاياتالمتحدة. ونص خطاب الشكوى "وفقا للدليل المادي الذي حصل عليه من خلال تحقيق علمي وموضوعي، فإنه جرى تحديد أن عملية الإغراق تسبب فيها انفجار تحت الماء أحدثه طوربيد صنع في كوريا الشمالية". وذكر أن نتيجة التحقيق كشفت "دليلا إضافيا يشير بوجه عام إلى خلاصة مفادها أن الطوربيد أطلق من غواصة كورية شمالية، وهذا يثبت أن كوريا الشمالية مسؤولة عن الهجوم المسلح". وأضاف الخطاب "يثبت الهجوم المسلح أن كوريا الشمالية تمثل تهديدا للسلم والأمن في شبه الجزيرة الكورية وما وراءها"، ودعا مجلس الأمن إلى اتخاذ تدابير "تتلاءم مع خطورة الوضع".