دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل إلى القبول بتحقيق دولي في هجوم قواتها البحرية نهاية الشهر الماضي على أسطول الحرية، الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى سكان قطاع غزة المحاصرين منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقال بان أن التحقيق الذي قررت إسرائيل القيام به في الموضوع مهم لكنه يفتقر إلى المصداقية الدولية، وأضاف أن على إسرائيل أن تقبل بلجنة تحقيق دولية تكون ممثلة فيها هي وتركيا. كريم-ح / وكالات وعبر بان عن تفاؤله بإعادة إسرائيل النظر في سياستها مع غزة، وخاصة بعد أن أعلنت أنها ستخفف الحصار الذي تفرضه على القطاع وأنها ستزيد كميات وأنواع المواد المسموح بدخولها إليه. وأكد للصحفيين في مقر الأممالمتحدة أنه يريد مزيدا من تخفيف الحصار، وحث إسرائيل على عمل المزيد من أجل الاستجابة لحاجات سكان قطاع غزة. وعلى صعيد متصل، وصف رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية قرار إسرائيل بتخفيف القيود عن غزة بأنه التفاف على المطلب العالمي برفع الحصار. ومن جهته أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المبعوث الأميركي للسلام في المنطقة جورج ميتشل رفضه الإجراءات الإسرائيلية الجديدة تجاه غزة، وأكد ضرورة الرفع الكامل للحصار الإسرائيلي. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات خلال مؤتمر صحفي برام الله أن "المسألة لا تتعلق بالتخفيف من الحصار، فهذا لا يكفي.. والرئيس عباس يريد أن يصل إلى قطاع غزة 100% من حاجاته... أي رفع شامل للحصار". وأشار إلى أن عباس طالب بإيصال بضائع غزة إلى الضفة الغربية، وبالعكس، داعيا الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي لبذل كل جهد ممكن من أجل تحقيق ذلك. من جهة أخرى وجهت سفيرة إسرائيل لدى الأممالمتحدة غابرييلا شاليف أول أمس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تؤكد فيها احتفاظ السلطات الإسرائيلية بما أسمته "حقها في استعمال كل الطرق الممكنة" لمنع سفن جديدة تنوي التوجه إلى غزة من لبنان. وأضافت المسؤولة الإسرائيلية أن المحاولات القائمة لتسيير سفن من لبنان تحمل مساعدات إنسانية إلى سكان غزة من شأنها أن تشعل شرارة التوتر وتؤثر على السلام في المنطقة. ودعت الرسالة الحكومة اللبنانية إلى أن تظهر المسؤولية وتمنع هذه السفن من الانطلاق باتجاه غزة، كما طالبت المجتمع الدولي بالضغط من أجل عدم ذهاب هذه السفن إلى غزة. وقالت شاليف أن إسرائيل لا تستطيع استبعاد احتمال أن تكون هذه السفن محملة بإرهابيين وأسلحة، مشيرة إلى أن هناك طرقا مناسبة لإرسال المساعدات إلى غزة. وفي السياق ذاته، يستعد ائتلاف "أسطول الحرية" لإطلاق "أسطول الحرية 2" إلى قطاع غزة في منتصف الشهر المقبل، وقال مسؤول في الائتلاف إنه سيكون أكبر من سابقه من حيث عدد السفن وكذا عدد المتضامنين الذين ستقلهم سفنه. وبحسب مازن كحيل عضو "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" -وهي إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف أسطول الحرية- فإن "العديد من السفن باتت جاهزة لمغادرة أوروبا". وأضاف كحيل في مؤتمر صحفي عقده الائتلاف بمقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أنهم يأملون أن يبحر الأسطول المقبل باتجاه قطاع غزة في النصف الثاني من شهر جويلية المقبل.