يتوقع أن يصل صباح اليوم أسطول الحرية إلى ميناء غزة دون ضمانات برسو البواخر المكونة له بسبب التهديدات الإسرائيلية بمنع مرور هذه السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى مياه غزة.والتقت أمس سبع بواخر محملة بالمساعدات الإنسانية في عرض المياه الدولية لجزيرة قبرص قادمة من موانئ مختلفة من تركيا واليونان لتشكل بذلك أسطول الحرية قبل أن تأخذ طريقها باتجاه غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المشدد والمفروض على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من ثلاث سنوات. وكان ائتلاف أسطول الحرية أعلن أن جميع السفن المشاركة في رحلته المقررة إلى قطاع غزة المحاصر اتفقت على الوصول أمس قبالة المياه الإقليمية لقبرص دون الرسو على الموانئ القبرصية. وأبدى المشاركون في هذه القافلة التضامنية عزمهم على إيصال المساعدات إلى سكان غزة المحرومين من أدنى متطلبات الحياة رغم المخاطر التي قد تعترض طريقهم في عرض مياه البحر بسبب التهديدات الإسرائيلية بمنع السفن من الرسو في ميناء غزة. وقالت اندري بومس إحدى المشاركات في أسطول الحرية أن ''إسرائيل أكدت أنها ستقوم بإيقافنا لكننا مصرين على الوصول إلى غزة والبقاء هناك لعشرة أيام''. وأشارت إلى أن الباخرة التي انطلقت من ايرلندا ستصل متأخرة لأنها لم تتمكن من الالتحاق بالأسطول بسبب بعد المسافة. من جانبه قال أنور غربي عضو الحملة ومقرها بروكسل ورئيس جمعية الحقوق للجميع السويسرية وهي إحدى الجهات المؤسسة لهذا الائتلاف أن الجانب الإسرائيلي يتصرف وكأنه يخوض حربا عسكرية ضد جيش آخر، خاصة بعد أن صدرت أوامر من المستوى السياسي إلى المستوى العسكري باعتراض الأسطول واستخدام القوة ضده للحيلولة دون وصوله الى شواطئ غزة. ودعا المجتمع الدولي للتحرك لحماية الأسطول الدولي الإنساني. وأفادت مصادر إعلامية أن سلاح البحرية الإسرائيلي في ميناء أشدود كان قد استعد لتنفيذ الأوامر التي أصدرتها الحكومة باعتراض قافلة سفن ''أسطول الحرية'' التي ستصل إلى غزة ضمن الحملة الدولية لكسر الحصار. وحسب الأوامر فإن الوحدة المشاركة من سلاح البحرية ستعترض دخول السفن فور وصولها إلى المياه الإقليمية وتمنعها من الإبحار كما تم منح هذه الوحدة صلاحية احتجاز السفن ونقل من على متنها إلى ميناء اشدود في جنوب إسرائيل. وكانت إدارة الاحتلال أبلغت مؤخرا سفراء كل من تركيا وقبرص واليونان وايرلندا وهي الدول التي انطلقت من موانئها بواخر أسطول الحرية من أنها ستقوم بمنعها من الوصول إلى غزة بعدما اعتبرت المبادرة بمثابة عمل استفزازي لها. ولكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حذر سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عدم السماح للسفن المحملة بالمساعدات الإنسانية من الوصول إلى قطاع غزة المحاصر. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسمه أن ''بان كي مون يتابع تطورات الموضوع عن كثب وحث بقوة كافة الأطراف المعنية على التصرف بحس ومسؤولية للعمل على إيجاد حل مرض للمسألة''. وفي هذا السياق جددت الأممالمتحدة التأكيد مرة أخرى على أنها ضد إغلاق السلطات الإسرائيلية لمعابر القطاع وأعربت عن قلقها إزاء نقص تدفق المواد الإنسانية إليه لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان وتشجيع إعادة الإعمار. ويحمل أسطول الحرية 750 مشاركا من أكثر من 40 دولة من بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية كما تحمل السفن أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الطبية ومواد البناء والأخشاب و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف من السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009 و500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين حركيا خاصة وأن الحرب الأخيرة خلفت حوالي 600 معاق بغزة.