حمل لبنان في رسالة إلى الأممالمتحدة أول أمس إسرائيل المسؤولية عن سلامة السفن اللبنانية التي تنوي التوجه إلى قطاع غزة، وذلك ردا على تأكيد تل أبيب أنها ستستخدم كل الوسائل لمنعها من الوصول إلى القطاع المحاصر. وتبعا لموقع الجزيرة فإن الرسالة اللبنانية جاءت ردا على رسالة تقدمت بها إلى الأممالمتحدة مندوبة البعثة الإسرائيلية لدى المنظمة الدولية في نيويورك في 18 الشهر الجاري، وهددت فيها بأن إسرائيل ستتصدى للسفينتين اللبنانيتين بكل الوسائل من الاحتجاز إلى التوقيف وإخضاع الناشطين على متنهما سواء أكانوا رجالا أم نساء للمحاكمة. كما أن الرسالة اللبنانية دحضت الادعاءات والمزاعم الإسرائيلية بخصوص الحصار المفروض على غزة، والذي يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، ويهدد السلم والأمن الدولييْن، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة عنه. وأشارت الرسالة إلى أن القوانين اللبنانية لا تسمح بانتقال السفن مباشرة إلى الموانئ الخاضعة للسلطات الإسرائيلية بما فيها مرفأ غزة، كما أنها لا تسمح بمنع أي مركب بحري من مغادرة موانئه في حال كانت محتوياته والأشخاص الذين على متنه والوجهة التي يقصدها تقع ضمن نطاق القوانين اللبنانية وتحترم الإجراءات التي تفرضها. ولفتت الرسالة إلى ما ورد في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في مطلع جوان الحالي لجهة عدم إمكان استمرار الوضع في غزة على ما هو عليه، وضرورة مرور السلع والأشخاص بطريقة دائمة ومنتظمة. وأشار موقع الجزيرة إلى أن الإذن الذي منح لسفينة ناجي العلي هو بالتوجه إلى الشواطئ القبرصية ومن هناك تتوجه إلى غزة، علما بأن هناك مرسوما رئاسيا قبرصيا يمنع أي سفينة من التوجه من الشواطئ القبرصية إلى غزة. أما السفينة الأخرى وهي سفينة مريم والتي يفترض أن تحمل حوالي 50 سيدة فهي حتى هذه اللحظة لم تستوف الإجراءات القانونية اللبنانية اللازمة. هذا وأوضح المصدر أن السيناريوهات المطروحة هي إما ألا تنطلق السفن أبدا من لبنان -وهذا أمر يستبعده المنظمون على الأقل- وإما أن تنطلق السفينتان باتجاه قبرص ومن هناك تمنع من الدخول إلى المياه الإقليمية لقبرص وتعود إلى لبنان، وإما أن تمنع في المياه القبرصية وتتوجه مباشرة إلى غزة. وأوضح أن هذه السيناريوهات الثلاثة مرهونة بالنقاشات الدائرة حاليا حول هذه العملية، خاصة أنها عملية صعبة في ظل التهديدات الإسرائيلية الجدية، مما يحتم على المعنيين أن يدرسوا الأمر بترو وحكمة، خاصة أن الغرض من العملية هو إحراج إسرائيل. وكان لبنان أعلن أنه سمح لسفينة متجهة إلى غزة بالإبحار إلى قبرص، لأن حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل تمنع الإبحار مباشرة إلى غزة، كما تستعد سفينتان لبنانيتان للانطلاق إلى غزة وسط تهديدات إسرائيلية بمنعهما ومحاكمة من عليهما. وقال وزير النقل والأشغال العامة اللبناني غازي العريضي يوم الاثنين، أنه أعطى الإذن لسفينة مساعدات بالإبحار إلى قبرص وليس إلى غزة بسبب حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل. وأضاف أن منظمي رحلة السفينة جوليا طلبوا الإذن بالإبحار إلى قبرص "وسمحت لهم بذلك"، دون معرفة ما ستقرره قبرص سواء بالسماح للسفينة بالإبحار إلى غزة أو لا. ونفى العريضي أن يكون قد تعرض لأي ضغط لمنع السفينة من الإبحار مباشرة إلى غزة، مشيرا إلى أن لبنان وإسرائيل في حالة حرب "ولم تذهب باخرة من لبنان إلى إسرائيل". وأكد المتحدث باسم السفينة ثائر غندور أن السفينة ستبحر في أيام لكنه لم يحدد موعدا لدواع أمنية، حسب قوله، وأوضح أن السفينة تحمل إسمنتا ومواد طبية ولعب أطفال.