تسعى إسرائيل جاهدة لعرقلة إبحار السفينة اللبنانية جوليا "ناجي العلي" نحو قطاع غزةالفلسطيني المحاصر،ولم تستبعد على لسان مسؤوليها بتكرار ما فعلته مع أسطول الحرية نهاية الشهر الماضي مع هذه السفينة التي انطلقت إلى قبرص بعد أن أعطت الحكومة اللبنانية موافقتها . وكثفت تل أبيب اتصالاتها في هذا الإطار مع الحكومة القبرصية في محاولة لإقناعها بحظر إبحار السفينة من الموانئ القبرصية،مع العلم أنه لا يوجد خط بحري مباشر بين لبنان والأراضي الفلسطينيةالمحتلة. كما حثت إسرائيل على لسان وزير دفاعها ايهود باراك الأممالمتحدة على تعليق خطط لإجراء تحقيق مستقل تدعمه المنظمة الدولية في الهجوم الدموي الذي شنه كوماندوس إسرائيليون على أسطول الحرية. وقال باراك إلى الصحفيين انه أبلغ الأمين العام للمنظمة الأممية بان كي مون خلال لقاءه به أنه "في الوقت الحالي ومادامت هناك.... قوافل سفن أخرى قيد التجهيز فان من الأفضل على الأرجح ترك تحقيق للأمم المتحدة على الرف لبعض الوقت." و"جوليا" هي باخرة شحن صغيرة أطلق عليها اسم "ناجي العلي" على اسم رسام الكاريكاتوري الفلسطيني الراحل، وستنقل مساعدات غذائية وألعابا مخصصة للأطفال،بالإضافة إلى صحافيين لبنانيين وأجانب. ومن جهة أخرى،تنتظر باخرة "مريم" التي ستحمل الأدوية وستقل خمسين امرأة لبنانية وأجنبية الضوء الأخضر من السلطات اللبنانية للتوجه هي الأخرى إلى قبرص. وهددت إسرائيل بمنع وصول السفن اللبنانية إلى القطاع الفلسطيني،وحذرت حكومة سعد الحريري بتحمل مسؤولية ما قد يحدث ،وهو ما يفسر أن حكومة بنيامين نتانياهو عازمة على تكرار الجريمة التي كانت قد ارتكبتها ضد أسطول الحرية الذي كان في طريقه إلى غزة وعلى متنه مساعدات ونشطاء وإعلاميين بينهم الوفد الجزائري.. وخلف ذلك الهجوم الإسرائيلي الدموي على الأسطول في الواحد والثلاثين من ماي الماضي استشهاد تسعة أتراك وجرح العديد من النشطاء.. وكانت إسرائيل قد أبلغت الأممالمتحدة السبت أنها ستستخدم كافة الوسائل لمنع وصول السفينتين اللبنانيتين،بالإضافة إلى السفن التي تنوي إيران إرسالها أيضا إلى القطاع. وقال رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب المستقل جمال الخضري،إن المتضامنين من مختلف الجنسيات لا تخيفهم التهديدات الإسرائيلية، ولن تردعهم في مساعيهم الحثيثة للوصول إلى غزة ونقل المساعدات الإنسانية والإغاثة إلى السكان. وأكد الخضري أن سفينة (مريم) تنقل 50 متضامنة بينهن خمس راهبات أمريكيات، إلى جانب أوروبيات ومتضامنات من جنسيات مختلفة، وتحمل السفينتان ،وتسيرهما مؤسسة (فلسطين الحرة) برئاسة رجل الأعمال الفلسطيني ياسر قشلق، مساعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى والأدوية لمعالجة مرضى السرطان، وللأطفال والنساء. وعلى صعيد أخر، أكد الهلال الأحمر الإيراني أنه سيرسل الأحد المقبل سفينة محملة ب 1100 طن من المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني . وأعلن عبد الرؤوف حبيب زاده، المسؤول في الهلال أن السفينة التي أطلق عليها (سفينة لأجل أطفال غزة) ستغادر ميناء بندر عباس (على الخليج) باتجاه المتوسط، مشيرا إلى أن عشرة أشخاص فقط سيرافقون حمولة السفينة، هم : خمسة صحافيين وخمسة متطوعين وستحتاج السفينة 14 يوما للوصول إلى سواحل غزة. ولا تزال السفينة الثانية التي ستحمل متطوعين تنتظر موافقة السلطات الإيرانية لدواع "أمنية"، بحسب الهلال الأحمر. وجاء القرار الإيراني بإرسال سفينتي مساعدات لغزة اثر الهجوم الإسرائيلي الدامي في على أسطول الحرية.