س أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، أول أمس، أن تلمسان ستكون جاهزة لاحتضان "احتفالية الثقافة الإسلامية 2011′′، مؤكدة السير الجيد لتحضيرات التظاهرة. وذكرت تومي أن برنامج الاحتفالية ستحتضنه محافظة تلمسان وتسع محافظات مجاورة، ويتضمن 44 نشاطا تتوزع على مهرجانات، ملتقيات، أفلام، مسرحيات، وتوظيف المناسبة لتسجيل وتدوين التراث الثقافي غير المادي، وغيرها، ملفتة إلى أن البرنامج العام للتظاهرة سيتم ضبطه بدقة غداة شهر رمضان المقبل. وفي ردها على سؤال برلماني، أوردت تومي أن التحضير للحدث الثقافي الضخم بتلمسان العام المقبل، مستمر منذ سنتين غداة صدور النصوص التنظيمية، ملاحظة أن اللجان المكلفة بالموعد تجتمع بشكل أسبوعي، وأوضحت الوزيرة أن مصالحها فتحت حوارا مع الفاعلين لإثراء البرنامج العام للتظاهرة. وقالت تومي أن التحضير ركز على إعادة تهيئة كافة الفضاءات والمرافق، مشيرة إلى أن الاستعدادات ركزت على تدارك النقص الفادح الذي عانت منه ولاية تلمسان، من خلال ترميم المعالم والمرافق الثقافية وتحضير سائر الفعاليات الثقافية، استجابة لدفتر شروط العواصم الثقافية الإسلامية الذي وضعته المنظمة العالمية للثقافة والآداب والعلوم. واعتبرت الوزيرة أن أغلب ورشات التظاهرة توشك على الانتهاء، معددة الخطوط العريضة لبرنامج يطمح إلى: إنجاز مركب ثقافي ضخم بمنطقة إمامة بتلمسان، إنشاء مكتبة ولائية ثقافية كبرى، استحداث مركز للدراسات الأندلسية، ناهيك عن متحف للفنون وتوسيع المتحف الأثري القديم وترقيته إلى متحف للآثار الإسلامية، وفتح مركز للمخطوطات الإسلامية في المدينة القديمة لتلمسان، تهيئة وتجهيز قاعة الكوليزيه وتحويلها إلى قاعة للمسرح والسينما، إنجاز رواقين للعرض، تجهيز مسرح للهواء الطلق، إعادة الاعتبار لسينما "اللوكس"، وإعادة بناء القصر الملكي بشكله العريق على أنقاض الآثار المكتشفة بمنطقة المشور. ورأت تومي أن تظاهرة تلمسان على منوال توليفة العواصم الثقافية، سمحت بابتعاث فعل عام، محيلة على تسطير 120 مشروع لترميم مواقع أثرية هي قيد الدراسة والتجسيد ويشرف عليها نحو 30 مكتب للدراسات، بعضها يصطدم بما سمته "تعنت الملاّك"، محيلة على أن التظاهرة ستستكمل أبعادا رسختها الجزائر من خلال تظاهرتي الثقافة العربية 2007 والمهرجان الثقافي الإفريقي 2009، حيث تسعى الجزائر إلى تعميق بعدها الإسلامي على منوال البعدين العربي والإفريقي. وأشارت الوزيرة إلى أنّ اختيار عاصمة الزيانيين لم يكن اعتباطيا، على حد تعبيرها، بل جاء تبعا لاستيعاب تلمسان نحو 75 بالمائة من التراث الإسلامي في الجزائر. سعاد طاهر / م