سيتولى قبل أقل من أسبوع اللواء عبد الغني الهامل منصبه الجديد على رأس المديرية العامة للأمن الوطني خلفا لعبد العزيز العفاني وهذا بعد ترقية الهامل من رتبة عميد إلى لواء خلال الترقيات الأخيرة وتعيينه من قبل الرئيس على رأس جهاز الشرطة. وكان عبد الغني الهامل يشتغل منذ 2004 في جهاز الدرك الوطني بالغرب الجزائري ثم مجموعة حراسة الحدود التابعة للدرك ثم مجموعة الحرس الجمهوري ابتداء من سنة 2008. كان الرئيس قد أجرى في وزارة الدفاع محادثات مع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية وقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح وضباط كبار آخرين في الجيش و كانت قبلها مشاورات مكثفة تقرر من خلالها أيضا ترقية 14 جنرالاً من القوات البحرية والدرك الوطني والحرس الجمهوري، إلى رتبة لواء، فيما تمت ترقية 24 عقيداً من أسلاك الدرك الوطني إلى رتبة جنرال كذلك أحيل 13 جنرالاً ولواء على التقاعد وهم في الأكثر جنرالات قد بلغوا في السن مبلغا لا يؤهلهم لمزاولة مهامهم على أحسن وجه و منهم من طلب الإعفاء أو التقاعد لأسباب صحية. عبد الغني هامل البالغ من العمر 52 سنة كان قد طرح اسمه بقوة لقيادة جهاز الشرطة لخلافة العقيد علي تونسي الذي اغتيل في مكتبه يوم 25 فبراير الماضي، وتوضحت الرؤية التي من خلالها تم تعيين الهامل على رأس الشرطة بعد أن طُرحت أسماء مختلفة لخلافة تونسي في المنصب، بينها اسم عميد الشرطة الأول عفاني عبد العزيز الذي خلف بالنيابة المدير العام السابق للشرطة بعد اغتياله وكان تعيينه من طرف وزير الداخلية السابق نور الدين يزيد زرهوني و لكن لم يجد الإجماع اللازم داخل جهاز الشرطة. إن تنصيب رجل قوي على رأس الشرطة من شأنه أن يرجع الأمور إلى نصابها لا سيما و أن ملف اغتيال علي تونسي قد رجع إلى الواجهة وأن الكثير من القضايا ذات الشأن لا تزال معلقة مثل الترقيات الداخلية والتحويلات ومراجعة الهياكل الداخلية والإدارة و المهام لا سيما وأن الشرطة كانت بصدد الشروع في إستراتيجية جديدة للانتشار بقوة في المناطق الحساسة بوسط البلاد مثل العاصمة وتيزي وزو وبومرداس والبليدة و المدية والبويرة و يحدث كل هذا على خلفية رجوع ملف اغتيال العقيد علي تونسي إلى الوجهة ، و قد عاد ليحتل صدر الاهتمامات الجزائرية بعدما اتهم دفاع الجاني المدير السابق ل"الوحدة الجوية" بالأمن الوطني، قاضي التحقيق بتزوير تصريحات المتهم مطالبا في دعوى قضائية رفعها بتعيين قاض آخر لاستكمال إجراءات التحقيق. وقد باب من غير الممكن أن تتواصل تجاذبات الشرطة على هذه الشاكلة في غياب مدير دائم للأمن الجزائري وهذا ما دفع بالرئيس إلى تعيين رجل قد يحظى بالإجماع لدى الشرطة لأنه آت من خارجها وليس له سوابق سلبية مع الضباط ولا مع أي شخص زيادة إلى أنه يحظى باحترام الجميع و من المقرر أن يعلن المدير العام الجديد الذي يواصل لقاءات مغلقة بين عبد العزيز عفاني المدير العام بالنيابة قصد وضع خطط عمل لا سيما و أن عفاني كان في السابق على رأس أمن ولاية بومرداس وحقق فيها نتائج كبيرة ثم على رأس الفرق المتنقلة للشرطة القضائية.