تواصلت المعارك بين القوات التابعة لحكومة الصومال الانتقالية ومقاتلي كل من حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي من أجل السيطرة على أحياء العاصمة مقديشو، حيث أسفرت الاشتباكات الأخيرة عن مقتل 38 شخصا على الأقل. وقالت منظمة علمان للسلام وحقوق الإنسان المحلية إن معظم الضحايا خلال الساعات ال48 الماضية من المسلحين، رغم سقوط 13 قتيلا مدنيا. وتجددت المواجهات المسلحة أمس الأول في أحياء متفرقة بمحافظة ياقشيد شمال مقديشو. ونقلت وكالة رويترز عن شاهدة عيان في المنطقة رؤيتها عشرة قتلى بينهم جنود حكوميون وإسلاميون قرب مركز الشرطة في ياقشيد، حيث تمكنت القوات الحكومية من طرد المسلحين بعيدا، لكن من المتوقع أن يعودوا ثانية. ومن جهة أخرى هز انفجار هائل استهدف سيارة شرطة في محطة للحافلات المتوجهة إلى محافظة حمرويني جنوب مقديشو، مما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن عشرة قتلى بينهم أربعة من رجال الشرطة، بحسب ما صرح به رئيس شرطة الصومال الجنرال عبدي قيبديد. واتهم ضابط في الاستخبارات الصومالية -رفض الكشف عن اسمه- في تصريحات هاتفية للجزيرة نت، حركة الشباب المجاهدين بأنها وراء العملية. ونقل مراسل الجزيرة نت في مقديشو جبريل يوسف علي عن شهود عيان قولهم إن القوات الحكومية لا تزال تحقق تقدما في جهتين، إذ سيطرت على مركز للشرطة بمحافظة ياقشيد وتقاطع إستراتيجي كانا في أيدي المعارضة. كما أكد النائب في البرلمان الصومالي صلاد علي جيلي للجزيرة نت عبر اتصال هاتفي معه، تحقيق القوات الحكومية تقدما على الأرض، مشيرا إلى أن جميع أحياء المحافظة باتت في أيدي الحكومة. وقال إن من سماهم فلول رافضي السلام لا يزالون في جيوب عدة بحي جونقل الذي تدور فيه المعارك حتى الآن. وتعهد صلاد الذي كان نائب وزير الدفاع في حكومة الرئيس عبد الله يوسف بتصفية معارضي الحكومة من جميع الأحياء بالمحافظة. وتعد محافظة ياقشيد المعقل الرئيسي للإسلاميين منذ دخول القوات الإثيوبية إلى مقديشو، ودارت فيها أغلب المعارك بين القوات الإثيوبية وعناصر المقاومة التي انقسمت بعد ذلك إلى فصائل متنافسة. ولقي قرابة سبعين شخصا حتفهم خلال الأسبوعين الماضيين في معارك دامية للسيطرة على أحياء بمقديشو بين قوات الحكومة ومعارضيها، وشهدت العاصمة الصومالية هذا العام أسوأ حلقات الصراع، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.