أفاد مراسل الجزيرة في الصومال بأن الاشتباكات تجددت بين القوات الحكومية من جهة ومسلحي الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين من جهة في مقديشو، وأن قوات المعارضة باتت تحاصر القصر الرئاسي من جهتين، بينما يدرس الاتحاد الأفريقي تعزيز قواته في الصومال إثر اشتداد القتال العنيف الدائر في العاصمة الصومالية مقديشو منذ أيام. وأوضح المراسل أن 17 شخصا قتلوا وجرح 30 آخرون جراء تلك المواجهات، وأضاف أن قوات المعارضة أصبحت على بعد ثلاثة كيلومترات تقريبا عن القصر الرئاسي. وقال مسؤول بخدمة الإسعاف يدعى علي موسى لوكالة رويترز "الأوضاع في الشوارع مروعة، نقلنا 20 جثة و55 مصابا في أحدث قتال". وكان قد سقط 15 مدنيا وجرح نحو 40 آخرين، إثر هجوم شنه مقاتلو الحزب الإسلامي للسيطرة على موقع للقوات الحكومية في حي كاران شمالي العاصمة. وكانت العاصمة مسرحا للمواجهات المسلحة بين القوات الحكومية ومقاتلي حركة الشباب والحزب الإسلامي استمرت نحو ساعة أعقبها قصف مدفعي كثيف متبادل. وقال شهود إن دبابات تابعة لقوة الاتحاد الأفريقي شاركت في معارك وأدت إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة 14 آخرين بجروح. يأتي ذلك فيما غادر الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد إلى ليبيا للمشاركة في القمة الأفريقية المنعقدة بمدينة سرت. من جهة أخرى قال وزير الخارجية الصومالي محمد عبد الله عمر "هناك عروض لإرسال قوات، عرضان مؤكدان وآخران في مرحلة نهائية، كل عرض يشمل كتيبة قوامها 800 جندي تقريبا". وناقش زعماء الاتحاد الأفريقي في قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة في ليبيا تعزيز قوة الاتحاد وما إذا كانوا سيمنحون القوات تفويضا أقوى لنقل المعركة إلى المسلحين المعارضين. وقال وزير الخارجية الصومالي على هامش مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي في ليبيا "جميع القوات ستكون تحت لواء أميسكوم (قوة الاتحاد الأفريقي)". وقال مسؤولون إن تعزيز تفويض قوة الاتحاد الأفريقي يحتل مكانا بارزا على جدول أعمال القمة التي من المتوقع أن تصدر قرارا يدعم بقوة جهود الحكومة الصومالية لهزيمة المسلحين. وتقول أوغندا وبروندي إن كلتيهما على استعداد لإرسال كتيبة أخرى، لكن مشكلات تتعلق بالتمويل والإمداد أجلت أي نشر للقوات. وتبحث نيجيريا إرسال قوات ويقول مسؤولون بالاتحاد الأفريقي إن بوركينا فاسو وملاوي قد ترسلان جنودا أيضا. وفي الوقت الراهن توجد قوات الاتحاد الأفريقي المؤلفة من جنود من أوغندا وبروندي داخل قواعدها أساسا وتتولى حماية مواقع مهمة مثل القصر الرئاسي والمطار والميناء البحري. وكان الاتحاد الأفريقي قرر إرسال قوة قوامها 8000 جندي، لكن التعهدات بإرسال المزيد من الجنود لم تسفر حتى الآن عن المزيد من الجنود على الأرض. وكانت حركة الشباب المجاهدين قد هددت بشن ضربة في العاصمة الكينية نيروبي التي فيها جالية صومالية كبيرة إذا تدخلت كينيا. ودخلت قوات الأمن الكينية في حالة تأهب. وتسيطر الحركة والمقاتلون المتحالفون معها على أجزاء كبيرة من جنوب ووسط الصومال وتحاصر الحكومة و4300 من قوات حفظ السلام في بضعة مربعات سكنية بمقديشو.