أعلنت الحكومة في الصومال حالة الطوارئ، بعد أن دعا رئيس البرلمان دول الجوار لتدخل عسكري عاجل لإنقاذ الحكومة مع تصاعد حدة القتال في مقديشو واقتراب مقاتلي حركة الشباب المجاهدين من القصر الرئاسي. وفي غضون ذلك توغلت قوات إثيوبية باتجاه مدينة بلدوين، في وقت طالب فيه وزير الاتصالات الإثيوبي بتفويض دولي لبلاده للتدخل. وقال مجلس الوزراء الصومالي في بيان نقلته وكالة رويترز أول أمس "وافقت الحكومة الصومالية بالإجماع على إعلان أن البلاد في حالة طوارئ" في حين دعا وزير الإعلام الصومالي فرحان علي محمود في تصريح للجزيرة المجتمع الدولي إلى التدخل لنجدة الصومال وتخليصه من "المقاتلين الأجانب وتنظيم القاعدة". جاء ذلك عقب طلب رئيس البرلمان أدن شيخ أدن محمد مادوبي من دول الجوار إرسال قوات في غضون 24 ساعة لإنقاذ حكومة الرئيس شريف شيخ أحمد المحاصرة. وقال مادوبي للصحفيين إن هجمات من وصفهم بالمتمردين تضعف الحكومة، وأشار إلى أنه دعا دول الجوار ومن بينها كينيا وجيبوتي وإثيوبيا واليمن لإرسال قوات إلى الصومال. وأشار رئيس البرلمان الصومالي إلى أن الذين يقاتلون الحكومة يقودهم جنرال باكستاني سابق ينتمي إلى تنظيم القاعدة. وأوضح أن البلاد بحالة طوارئ "لأن مقاتلين أجانب من أنحاء العالم يقاتلون الحكومة". وإزاء هذا التطور قال وزير الاتصالات الإثيوبي بيركيت سيمون إن أديس أبابا لن تتدخل لمساعدة الحكومة الصومالية دون تفويض دولي، لكنه بنفس الوقت أكد دعم بلاده المستمر لحكومة مقديشو. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه قوله إن أي فعل مستقبلي سيكون وفق قرارات المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن مناشدة الصومال كانت موجهة إلى المجتمع الدولي كله وليس دول الجوار فقط. وطالب الوزير المجتمع الدولي برد حاسم واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لإعادة السلام الشامل في الصومال وتحريره من "الإرهابيين". توغل إثيوبيوجاء كلام الوزير الإثيوبي في وقت عبرت فيه وحدات من القوات الإثيوبية الحدود مع الصومال باتجاه مدينة بلدوين وسط البلاد، حيث أشار شهود عيان إلى أن تلك القوات باتت على بعد خمسة كيلومترات من المدينة. وقال مراسل الجزيرة في مقديشو فهد ياسين إنه تم التأكد من اجتياز القوات الإثيوبية للحدود باتجاه بلدوين من محورين هما الجهة الحدودية والمنطقة المتاخمة للشارع الرئيسي الواصل إلى العاصمة. وكانت القوات الإثيوبية انسحبت من الصومال في جانفي من العام الحالي بعد عامين من الغزو. في غضون ذلك تجددت المعارك العنيفة في مقديشو بين حركة الشباب المجاهدين وقوات الحكومة. وقال مراسل الجزيرة إن مقاتلي الشباب المجاهدين استولوا على محور صنعاء الإستراتيجي شمال العاصمة الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن القصر الرئاسي. ويحمي القصر الرئاسي المئات من بعثة حفظ السلام الأفريقية المكونة من جنود أوغنديين وبورونديين، لكن تلك القوات غير مسموح لها بالقتال إلى جانب الحكومة، إلا أنها تستطيع الرد في حال تعرضها لهجوم مباشر. ويبلغ قوام القوات الأفريقية المنتشرة في مقديشو 4300 جندي لحماية المناطق الإستراتيجية في العاصمة الصومالية مثل القصر الرئاسي والمطار والميناء. وفي هذا السياق أكدت كينيا أن الاتحاد الأفريقي ملتزم بدعم بعثته لحفظ السلام في الصومال وبالمساعدة في بناء قوة شرطة، لكن متحدثا باسم الشباب حذر كينيا من أي تدخل. وتسبب تصاعد القتال في مقديشو بفرار آلاف السكان من المدينة، في أكبر نزوج جماعي منذ تولي حكومة شريف شيخ أحمد السلطة قبل نحو خمسة أشهر.