قتل 20 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 130 آخرين في تفجيرين وصفتهما جهات رسمية بأنهما انتحاريان ضربا مساء أمس الأول محيط مسجد في زاهدان عاصمة محافظة سستان بلوشستان في جنوب شرق إيران، واتهمت بالضلوع فيهما تنظيم جند الله. وسارعت الولاياتالمتحدة بإدانة التفجيرين ووصفتهما بالعمل الإرهابي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن جلال سايح نائب محافظ سستان بلوشستان قوله إن الهجومين ضربا حشدا من المصلين الشيعة كانوا يحتفلون بذكرى مولد الإمام الحسين أمام الجامع الكبير. وتحدث علي عبد الله نائب وزير الداخلية لشؤون الأمن لوكالة فارس شبه الرسمية عن عناصر من الحرس الثوري بين القتلى. ولم تتبنّ أي جهة بعد مسؤولية الهجوم الذي وقع في التاسعة مساء تقريبا بتوقيت إيران، لكن النائب عن سستان بلوشستان حسين علي شهرياري اتهم تنظيم جند الله السني بالضلوع فيه، وقال إن أحد الانتحارييْن تنكر في زي امرأة. وتحدث عن هجوم انتحاري تبعه بعد دقائق هجوم ثان استهدف من تجمعوا لإنقاذ ضحايا التفجير الأول. وأدانت الولاياتالمتحدة تفجيريْ زاهدان بأشد العبارات، وطالبت بملاحقة المسؤولين عنهما. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في بيان إن "هذا الهجوم والهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة في أوغندا وباكستان وأفغانستان والعراق والجزائر تؤكد حاجة المجتمع الدولي إلى العمل معا لمكافحة المنظمات الإرهابية التي تهدد حياة المدنيين الأبرياء في شتى أنحاء العالم". وقد أدان جون برينان مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب الهجوم، واصفا إياه بالعمل الإرهابي. وقال المحلل السياسي الإيراني حسن هاني زاده أن الإشارات تقول أن تنظيم جند الله ضالع في الهجوم، انتقاما لزعيمه عبد الملك ريغي الذي أعدم في إيران بعد إدانته بالمسؤولية عن تفجيرات مماثلة. وتوعد جند الله بشن هجمات بعد أن أعدمت إيران الشهر الماضي ريغي، وقبله بنحو شهر شقيقه. وقال زاده أن التفجيرين لا يعنيان أن جند الله تحتفظ بقوتها لأنهما لا يحتاجان تنظيما لوجيستياً معقدا، إضافة إلى وجود ثغرات أمنية على الحدود مع باكستان وأفغانستان. وتقول الجماعة أنها تقاتل من أجل استقلال أكبر للسنة البلوش الذين يشكلون نسبة معتبرة من سكان المحافظة المتاخمة لباكستان، والتي عرفت عنها أيضا كثرة الاشتباكات بين الشرطة وتجار المخدرات ورجال العصابات. وسبق أن تبنت جند الله هجمات في المحافظة أعنفها ذاك الذي استهدف في أكتوبر تجمعا عشائريا وقتل 42 شخصا بينهم 15 من الحرس الثوري بمن فيهم قادة كبار في الجهاز، وهو هجوم جاء بعد خمسة أشهر تقريبا من تفجير وقع قرب مسجد في زاهدان وقتل فيه أكثر من 20 شخصا. وتتهم إيرانالولاياتالمتحدة وبريطانيا بمساعدة جند الله، وتتحدث عن علاقات للتنظيم بالقاعدة، لكن خبراء أمنيين يقولون إنه لا دليل على هذه الصلات.