خصصت وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف فضاء للإفتاء على شبكة الانترنت عبر موقعها الإلكتروني لمحاربة فوضى الفتاوي و الإجابة على انشغالات المواطنين و استفساراتهم الدينية تحت اسم " بنك فتاوي" . و تأتي هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها في الجزائر لسد الباب أمام التأويلات و الفتاوى غير القائمة على الأسس الشرعية السليمة و الصحيحة. الهام/س و في هذا السياق، أكد المدير الفرعي المكلف بالتوجيه و النشاط المسجدي بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف، يحي دوري، أن الموقع يستجيب لمتطلبات المواطنين و يحتوي على العديد من الأبواب سواء الأنشطة التي تبادر بها الوزارة أو النصوص الشرعية والنشاطات الثقافية، حيث يمكن لأي مواطن أن يطرح سؤاله عبر الموقع الإلكتروني للوزارة و يتلقى ردا عن انشغاله مباشرة من الموقع أو عن طريق البريد الإلكتروني. ومن جهة أخرى نقل عدة فلاحي، المكلف بالاتصال بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف عن وزير الشؤون الدينية ، غلام الله دعوته للجزائريين "بالحذر من فتاوى الإنترنت والفضائيات التي لا تراعي الخصوصية المجتمعية للجزائريين". و تكون قد مرت حتى الآن 5 سنوات على تجميد مقترح إنشاء منصب مفتي الجمهورية في الجزائر، وأرجعت بعض المصادر الإعلامية سبب تجميده على مستوى مكتب رئيس الحكومة آنذاك أحمد أويحيي إلى خلاف عميق بين وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى د. بوعمران الشيخ، حول صلاحيات مفتي الجمهورية، وحول ما إذا كان المفتي سيكون مؤسسة أم مجرد منصب إداري تابع لوزارة الشؤون الدينية. وتشير إحصائيات نشرت عام 2007، إلى استقبال وزارة الشؤون الدينية ل2500 طلب فتوى أسبوعيا من طرف مختلف مؤسسات الدولة وعموم الشعب سواء عبر البريد أو الهاتف أو بصورة مباشرة. وواجهت الجزائريين منذ اندلاع الأزمة الأمنية مطلع تسعينيات القرن الماضي وإلى غاية اليوم، مشكلات بارزة استدعت بروز النقاش حول أهمية وجود مفتي الجمهورية، ومن هذه المشكلات قضية جواز أو عدم جواز إجهاض أسيرات الجماعات المسلحة التي تحرك في حينها المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة الراحل عبد المجيد مزيان وأفتى بجواز ذلك. وهناك مشكلة التعديلات التي خضع لها قانون الأسرة في الشق المتعلق بجواز تزويج المرأة لنفسها بدون ولي أمر، وهناك مشكلة زرع الأعضاء البشرية و"الاستنساخ" التي ما يزال النقاش دائرا حولها بين الحرمة والتحليل، إلى جانب مشكلات مرتبطة بالمعاملات مع المصارف التي تتعامل بالفائدة، إلى جانب فتاوي الانترنت التي أصبحت ملاذ البعض من "المتدينين الجدد". و تجدر الإشارة بأن البنك يتوزع على 25 بابا هي الصلاة، الزكاة، العقيدة، الجنائز و الطهارة، الصيام والاعتكاف، الحج والعمرة، الذكاة والأطعمة والعقيقة والختان، الميراث، الكسب والاحتراف، الأحوال الشخصية، المعاملات، الجنايات، الأخلاق والآداب، متفرقات، الإيمان والكفارات، اللباس والزينة،الزواج والرضاع، الطلاق والظهار، البيع والإجارة والكراء، الهبة والوقف والملكية والضمان، القضاء والعقوبات، الأسرة والمجتمع،الفقه، الحديث الشريف.