عمدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على تخصيص جزء من موقعها الالكتروني على شبكة الانترنيت للفتوى عبر استقبال انشغالات المواطنين الخاصة بشؤون الدين، وتقديم إجابات شافية لجميع أسئلتهم، في محاولة منها لسد باب الفتاوى الصادرة عن جهات غير معروفة وفي ظل غياب الاتفاق على مواصفات المؤهل للفتوى، وما عرفته الآونة الأخيرة من ارتفاع معدلات البطالة بين المسترزقين بالفتوى، وانتشار الفتاوى المتطرفة وحتى المستوردة من القنوات الفضائية. وخصصت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عبر بوابة “بنك الفتاوى”، ما يعادل 25 موضوعا للفتوى، على غرار الصلاة، العقيدة، الصيام، الاعتكاف، الطلاق، الطهارة، الحج، العمرة، الجنائز، الطهارة، المعاملات، الفقه والحديث الشريف، إضافة إلى مواضيع تهم الأسر والمجتمع، وأخرى تهم قطاع العمل والشغل، حيث يجد المواطن إجابات وتوضيحات دقيقة لكل الأسئلة التي حالت دون إيجاد إجابات شافية من قبل لعدة اعتبارات كغياب مصادر دقيقة للفتاوى. وقد استقبل الموقع تساؤلات عديدة دينية ودنيوية، رد عليها بفتاوى تجاوز عددها 450 فتوى، وتصدرت قضايا الصلاة، مقدمة انشغالات المواطنين، زيادة على الزواج والرضاع ومواضيع في الأسرة والمجتمع والمعاملات، لتأتي في مؤخرة اهتمامات المواطنين موضوع الجنايات، زيادة على موضوع الكسب والاحتراف. ويأتي حرص وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على التقرب إلى المواطنين، وفتح أبواب المعرفة والإطلاع على أمور الدين والدنيا، بعد القلق الذي أعقب بروز ظاهرة الفتاوى الفوضوية، التي اجتاحت الجزائريين من دون استئذان، عبر مختلف الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، وعن طريق توزيع المناشير أو المطويات مجهولة المصدر. ولعل آخر الفتاوى التي تم ترويجها تلك التي صدرت عن المدعو الشيخ شمس الدين، موازاة مع قيام السلطات العمومية باستيراد اللحوم الهندية، بمناسبة حلول الشهر الكريم، حيث أحدثت تصريحاته جدلا كبيرا، بعد إفتائه أن اللحم المستورد حرام، باعتبار مصدره بلاد وثنية، وأن الهنود ليسوا أهل ذمة، إضافة إلى فتاوى شجعت الرشوة للترقية، أصدرتها جهات مجهولة المستوى، وغيرها من الفتاوى التي تقلق الجميع. وتضاف الفتاوى التي تقدمها وزارة الشؤون الدينية على موقعها إلى التعليمات الصادرة عن الوزير أبو عبد غلام الله، الذي طالب الأئمة بمنح أوقات للمصلين للإجابة عن انشغالاتهم في أمور الدين، بعد أن حذر خلال لقاء بهم، موازاة مع التحضير للشهر الكريم، من التوجه إلى الجهات غير المعروفة للفتوى، بالإضافة إلى تخصيص مصالح غلام الله، لأرقام هاتفية عبر مديريات التوجيه الديني والنشاط المسجدي المنتشرة عبر الوطن من أجل استقبال انشغالات المواطنين.