في الوقت الذي سجلت فيه معدلات التجارة والاستثمار بين الدول الآسيوية نمواً أسرع من باقي دول العالم، اعتبر الاقتصاد الإقليمي الآسيوي هو القائد للانتعاش العالمي لأول مرة، ومن المتوقع أن تضطلع الطبقة المتوسطة في آسيا والآخذة في التمدد، إلى دور الولاياتالمتحدة وأوروبا كأكبر مستهلكي العالم، ومن ثم تساعد في إعادة التوازن العالمي، وأكدت ذلك وزيرة سنغافورية أن هذه هي المرة الأولى التي تقود آسيا فيها انتعاشاً عالمياً، وبات التحول في المنطقة أكثر ترسخاً، وأن المنطقة حققت تقدماً فاق ما حققته الاقتصادات المتقدمة. وصرحت بذلك ليم هوي هوا، وزيرة مكتب رئيس الوزراء ووكيلة وزير المالية والنقل في كلمة ألقتها في "معرض الاستثمار لعام 2010"، وهو مؤتمر سنوي للاستثمار منعقد في سنغافورة. وأوضحت أن نمو التجارة والاستثمار بين الدول الآسيوية أسرع من نمو تجارة آسيا مع باقي دول العالم، مشيرةً إلى أن الاقتصاد الإقليمي الآسيوي يعتبر حالياً قائد الانتعاش العالمي نحو الاتجاه الصحيح. وأشارت الوزيرة في كلمتها إلى أن هذه ليست ظاهرة قصيرة المدى، إنما هي تحول طويل الأمد يعكس الأهمية والاندماج المتزايدين في الأسواق الإقليمية، موضحةً أن الانتعاش السريع والناجح يعكس الأساسيات الاقتصادية الأقوى في الاقتصادات الآسيوية، المدعومة بالإصلاح الممتد للسنوات بعد الأزمة المالية الآسيوية. ومن جانبها، توقعت الأممالمتحدة أن تقود آسيا الاقتصاد العالمي للخروج من الأزمة المالية في العام المقبل 2010، واصفة أن انتعاش الاقتصاد سيكون هشاً وسيكون بعيداً عن أن يكون راسخاً. الطبقة المتوسطة من المتوقع أن تضطلع الطبقة المتوسطة في آسيا والآخذة في التمدد بوقع متسارع، بدور الولاياتالمتحدة وأوروبا كأكبر مستهلكي العالم، ومن ثم تساعد في إعادة التوازن للاقتصاد العالمي. وقال تقرير صدر عن بنك التنمية الآسيويإن معدل الإنفاق الاستهلاكي السنوي للطبقة المتوسطة في آسيا بلغ 4.3 تريليون دولار عام 2008، لكن من المتوقع أن يبلغ هذا الرقم سقف 32 تريليون دولار بحلول عام 2030 ، أو ما يعادل 43 في المائة من الاستهلاك العالمي. وقال جون وا لي كبير الاقتصاديين ببنك التنمية الآسيوي في تصريح "إن الطبقة المتوسطة في آسيا النامية، تتزايد بسرعة سواء من حيث الحجم أو القوة الشرائية، وستتحول لقوة تتزايد أهميتها في إعادة التوازن للاقتصاد العالمي". ويقول التقرير الذي نشر كفصل خاص في تقرير المؤشرات الرئيسية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لعام 2010 ، إن معدل الإنفاق الاستهلاكي في آسيا أبدى مرونة مدهشة حتى خلال الركود. وأضاف التقرير أنه بانتهاج الطبقة الوسطى سياسات غير عدائية، ستتمكن آسيا من التحرك بعيدا عن النمو المعتمد على الصادرات وتقلص احتمالات تعرضها للصدمات الخارجية مثل أزمة 2008 المالية، وسيساعد ذلك أيضا في تصحيح الاختلالات العالمية التي أسهمت في خلق الأزمة. وقال التقرير إن الطبقة المتوسطة الآسيوية هي كل من ينفقون دولارين إلى 20 دولارا يوميا، وأضاف أن هذا القطاع الذي كان يشمل 1.9 مليار شخص عام 2008، زاد ليمثل 56 في المائة من السكان مقارنة ب 21 في المائة عام 1991. وذكر أن الصين تضم أضخم طبقة متوسطة، ويبلغ عدد أبناء هذه الطبقة 817 مليونا أو 63 في المائة من السكان، تليها الهند بإجمالي 274 مليون نسمة أو ما يعادل ربع عدد السكان