يقضي العديد من العمال و الموظفين على غرار العاملين في الصحة و رجال الشرطة وطوارئ المياه والهاتف و الكهرباء، أيام العيد في مواقع عملهم، لتأدية واجبهم اتجاه مهنتهم النبيلة التي اختاروها عن ظهر قلب، مضحين ببهجة و فرحة قضاء العيد وسط الدفء العائلي و بين الأصدقاء و الأحباب و ما يحمله هذا اللقاء من سعادة و وقت ممتع لا يمكن أن يوصف أو يعوض بثمن، لكنهم اختاروا سعادة لها نكهة أخرى و قيمة أكبر و هب أداء واجب المهنة التي وضعت مسؤولية على عاتقهم. سلمى.م يقبل عيد الفطر المبارك من كل سنة ليحمل في طياته البهجة والفرحة والسرور ليطل بأيامه فتتسامى النفوس وتتصافى القلوب فترى الناس فيه متراحمين متصالحين يلتقي الأحبة فيه على موائد الفرح العامرة حباً و ألفة ووئاماً . إلا أن هناك جنودا مجهولين يقضون أيام العيد بعيداً عن أطفالهم وذويهم في مواقع العمل خدمة للوطن وسهراً على راحة المواطن ينظمون السير ويقدمون العلاج للمرضى ويقومون بواجبهم الوظيفي عند الإبلاغ عن حريق أو طارئ لا قدر الله... إنهم الأطباء والممرضون ورجال الأمن الداخلي إنهم العاملون في طوارئ الإطفاء والمياه والهاتف والكهرباء... إنهم عمال المخابز الآلية . فهم فرحون بما يقومون به في الوقت الذي تقضي باقي فئات المجتمع وأطيافه العيد بين أطفالها وذويها . حقاً إنهم جنود مجهولون يعملون بلا كلل و لا ملل يرددون كل عام والوطن بخير وأبناء الوطن بألف ألف خير وسيد الوطن بألف ألف خير .. "المواطن" تلقي الضوء على هذه الفئة من المجتمع سعيا و منها و أملا لأن يبعث لها الجميع تحية حب و احترام في هذا العيد المبارك. كشف عدد من ممارسي الصحة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي يقولون: "باعتبارنا فرسان مهنة الطب النبيلة اقتضى الواجب الوظيفي أن نكون على رأس العمل وفي مواقعه أيام عيد الفطر المبارك ودوام العامل نتابعه بشكل عادي و نقف على قدم وساق لاستقبال أي طارئ و لا يسعنا إلا أن نقول لكل الجزائريين كل عام وأنتم بألف ألف خير". و أضاف بعضهم الآخر أن الواجب الوظيفي حتم عليهم أن يكونوا في مواقع العمل بعد أن تم تأمين كافة المستلزمات الصحية للمشفى والذي تعودوا على تجهيزه في كل عيد تحسباً للطوارئ كما قاموا بوضع لوائح المناوبات والدوام خلال أيام العيد خدمة للوطن والمواطن مؤكدين أنهم و رغم صعوبة الأمر و تذمرهم في بعض الأحيان إلا أنهم في داخلهم فرحون بهذا طالما أن مهنتهم إنسانية قبل أن تكون مهنية ، وكل ما يتمنونه هو أن يعيش الناس فرحة العيد بعيداً عن المنغصات التي تحول دون ذلك. و في ذات الصدد قال الدكتور سمير الذي صادفناه في جولتنا: "نقوم بواجبنا الوظيفي أيام العيد لتأمين الخدمة للمواطن واستقبال الحالات الاسعافية وهذا واجب وطني ليكون لنا دور فاعل في أن تعم الفرحة والسرور إلى قلوب المواطنين ولا يسعني إلا أن أقول كل عام والجميع بخير" لكن الممرضة فتيحة أبدت استياء كبيرا من دوامها أيام العيد و قالت أنها تريد قضاءه مع زوجها و أولادها، لكن على حد قولها " الله غالب الخبزة تحتم علينا" و رجال الأمن بدورهم أبدوا رأيهم في الأمر، حيث قال مصطفى و هو عون أمن تابع لأمن ولاية الجزائر، "أقولها وبصراحة أن الدوام في موقع العمل أيام العيد يشعرني بأنني أساهم في مساعدة الآخرين الذين يقضون العيد بين أطفالهم وذويهم بإدخال السعادة والسرور إلى نفوسهم حيث يكون واجبي المهني أن أشارك في الحفاظ على سلامة الأطفال ة المواطنين نهار العيد حتى لا يفسد فرحتهم أي عمل إجرامي لا قدر الله". و أضاف قائلا:" لاشك أن حركة السير تزداد في شوارع المدينة أيام العيد خاصة عند المفارق والدوارات وهذا يحتم تواجد دوريات الأمن أيام العيد لخدمة راحة المواطن وسلامته وسلامة ممتلكاته كل ما نأمله من الأخوة السائقين التقيد بقواعد و أنظمة المرور حرصاً على السلامة العامة وأن ينتبه المواطن ويتريث عند العبور في الشوارع والمفارق والدوارات ولا يسعني إلا أن أقول للمواطنين وأنا في موقع العمل كل عام وأنتم بخير" و أوضح بعض رجال الشرطة أن تواجدهم أول أيام العيد لابد منه لتنظيم حركة سير المركبات والمواطنين وقمع أي مخالفة وتنظيم الضبط اللازم حرصاً على سلامتهم العامة على اعتبار أن العيد بأيامه يشهد اختناقات مرورية خاصة عند مفترق الطرقات، وذلك لقيام المواطنين بتقديم التهاني والزيارات في هذا العيد أعاده الله علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية باليمن والبركة وكل عام والوطن بخير . و يتواجد أيام العيد أيضا رجال المطافئ في مواقع عملهم تحسبا لأي طارئ و ليكونوا في جاهزية تامة لاستقبال هواتف المواطنين والتوجه إلى المكان المعلن عنه فوراً لإخماد أي حريق والتدخل في الحالات التي تستلزم ذلك خاصة أن أيام العيد لها نكهة خاصة الأولاد يفرحون وتملأ قلوبهم البسمة . و من جانب آخر، يكثر الإقبال على شراء الخبز أيام العيد حيث يتضاعف العمل لذا يضطر العاملون في المخابز إلى طهي الخبز و تحضيره ليكون جاهزا للمواطن حتى يتوفر في متناوله بعيداً عن الازدحام ونقصه في السوق . و حتى بعض الخبازين أكدوا أن وجودهم في المخبزة أيام العيد من أجل تأمين مادة الخبز للأخوة المواطنين عمل يحبونه و يعتبرونه ضروريا و من واجبهم، حيث يكثر الطلب على الخبز أيام العيد من هنا يتوجب عليهم الحضور والدوام في المخبزة لتحضير الخبز. و هكذا فإن كل هؤلاء نعتبرهم جنود لا لم يلاحظهم الكثير منا، يعملون من أجل الوطن و المواطنين و يؤدون واجبهم النبيل.