بدأت أمس عمليات فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية الأفغانية التي جرت وسط أعمال عنف أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الأشخاص واتهامات بالتزوير. وكانت مراكز الاقتراع في أفغانستان قد أغلقت أبوابها أول أمس، وأعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة أن نسبة الإقبال المسجلة بلغت 40%. وذكرت أن الانتخابات جرت في نحو 92% من مراكز التصويت، في حين أشادت الحكومة الأفغانية بسلامة العملية الانتخابية. لكن رئيس بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان ستيفان دي ميستورا أعلن أن نسبة المشاركة في الانتخابات يعتريها الشك، لأن الوضع الأمني لم يكن جيدا. وحسب مصادر إعلامية في قندهار فإن التصويت شهد إقبالا ضعيفا في هذه الولاية الواقعة جنوبي البلاد. وأضافت نفس المصادر أن مرشحين بالولاية اتهموا الحكومة الأفغانية بالقيام بعمليات تزوير واسعة في هذه المنطقة التي تعد معقلا لحركة طالبان وتشهد توترات أمنية متواصلة، وهي منطقة تعرف نفوذا ضعيفا للحكومة. وفي مزار الشريف شمال أفغانستان فقد جرت الانتخابات في ظل توتر نسبي بمحيط المدينة ووسط شكاوى من عمليات تزوير.حسبما أضاف نفس المصدر إذ أن هناك شكاوى من أن بعض الناخبين أدلوا بأصواتهم في أكثر من مركز انتخابي. أما في العاصمة الأفغانية كابل والمناطق المحيطة بها، فقد تراوح الإقبال بين ضعيف ومتوسط. وكانت لجنة الشكاوى الانتخابية أعلنت أنها سجلت أولى المخالفات في مركزين للاقتراع بعد أقل من ثلاث ساعات من بدء التصويت. وتتعلق المخالفات بالحبر المستخدم في صبغ أصابع الناخبين. وجرت الانتخابات وسط هجمات بالصواريخ وقذائف الهاون على بعض مراكز الاقتراع أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص. كما شهدت بعض المناطق اشتباكات بين أنصار المرشحين، وأشارت تقارير إلى أن أكثر من ثمانية مراكز اقتراع أقفلت أبوابها لأسباب أمنية. وأعلن وزير الداخلية الأفغاني الجنرال بسم الله خان أن ثلاثة من الشرطة و11 من المدنيين قتلوا، وأن عشرات آخرين أصيبوا بجروح في سلسلة هجمات رافقت الانتخابات. في حين تحدث وزير الدفاع عبد الرحيم وردك عن وقوع 305 "أعمال عدائية".أما في منطقة بغلان شمال البلاد، فقد قتل جندي أفغاني وستة من المسلحين الموالين للحكومة في هجوم شنه مسلحو طالبان. كما قتل ثلاثة أشخاص وجرح تسعة آخرون في هجوم صاروخي على مركز اقتراع في كونر شرقي البلاد، كما لقي شخصان حتفهما جراء قصف بالهاون في ولاية ننغرهار. وفي ولاية طخار (شمال) سقطت قذيفة هاون على منزل، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين من أسرته.