يتوجه الناخبون في فنزويلا إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد لاختيار برلمان جديد، في اقتراع يعتبر استفتاء على أداء الرئيس هوغو شافيز ونظامه الاشتراكي قبل عامين من جراء الانتخابات الرئاسية. وعلى عكس عام 2005 عندما قاطعت الانتخابات، رشحت المعارضة هذا العام مرشحين على أمل الاستفادة من تراجع شعبية شافيز والارتفاع الهائل لمعدل التضخم ووصول الاقتصاد إلى مرحلة النمو السلبي وارتفاع معدل الجريمة. ويضم تحالف المعارضة المسمى "مائدة الاتحاد الديمقراطي" أكثر من عشرة أحزاب. ويبدو أن المعارضة أكثر تركيزا هذه المرة من أي وقت مضى، حيث حرصت على تقديم مرشحين يحظون برضا الناخبين. وتهدف المعارضة إلى حرمان حزب شافيز -وهو الحزب الاشتراكي الموحد- من الحصول على الهيمنة المطلقة على البرلمان، بينما يسعى شافيز إلى الفوز بأغلبية الثلثين كي يضمن تمرير قوانينه الأكثر أهمية من أجل "تكثيف الاشتراكية" أو تغييرها بما يناسبه. وهناك نحو 17 مليون ناخب مسجل يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في 12500 مركز اقتراع في 87 دائرة انتخابية. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب فنزويلا الاشتراكي الموحد الحاكم، لكن المعارضة تأمل أن تحظى بعدد كاف من المقاعد لضمان ثلث المقاعد في البرلمان البالغ أعضائه 165 عضوا. ويتوقع مراقبون ادعاءات بالتزوير فور انتهاء الانتخابات، لذا يعد شافيز العدة الآن لمواجهة التحديات حيث يتوقع أن تزعم "قوات الشغب البرجوازية" حدوث أعمال تزوير ثم تسعى "لإشعال النار في البلاد"، في مواجهة معارضة تنتظر بفارغ الصبر عودتها بعد مقاطعتها الانتخابات التشريعية الأخيرة. وخلال الحملة الانتخابية، زار "الرئيس النائب" مناطق البلاد ليحضر تجمعات عدة من أجل الدعوة إلى "ضرب البرجوازية التي لا وطن لها" والتصويت لمرشحي "الشعب". ويريد شافيز الاحتفاظ بالأغلبية الموصوفة التي تتألف من ثلثي مقاعد البرلمان "لتعزيز" ثورته الاشتراكية بدون عقبات كبرى في فنزويلا، القوة النفطية التي تملك ثاني احتياطي نفطي مثبت في العالم بعد السعودية. وفي السنوات الأخيرة وبعد مقاطعة المعارضة للانتخابات التشريعية عام 2005، سيطر أنصار شافيز على البرلمان بأغلبية ساحقة مما سمح للرئيس بتسريع سياسته لتأميم الشركات الوطنية والأجنبية في قطاعات أساسية من الاقتصاد، مثل المحروقات. أما المعارضة فتأمل دخول البرلمان بقوة لتحقيق توازن فيه، وقالت المرشحة عن حزب "وطن للجميع" المعارض مارغاريتا لوبيز مايا "إذا فاز شافيز بفارق كبير فسنتوجه إلى مشروع لسيطرة معززة للدولة تطغى فيه الدولة على المجتمع". وأكد الرئيس شافيز (56 عاما) أنه "مستعد" لولاية جديدة. وأعيد انتخاب شافيز المعجب بزعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو، ثلاث مرات منذ العام 1998 بأغلبية مريحة. وسيجري الاقتراع تحت الأمطار في جزء من البلاد، حيث قتل ثمانية أشخاص وفقد مثلهم في الفيضانات منذ الجمعة الماضية. ويتولى تأمين الاقتراع نحو ربع مليون من رجال الشرطة في تلك الدولة البالغ عدد سكانها نحو 26 مليون نسمة.