توجه 17 مليون ناخب فنزويلي أمس إلى مكاتب الاقتراع للاستفتاء على تعديل دستوري يسمح للرئيس هوغو شافيز بالترشح لعهدة رئاسية ثالثة.وتنص الوثيقة التي عرضت للاستفتاء على تعديل دستوري من خمسة بنود يسمح إذا تمت المصادقة عليه للرئيس ونواب البرلمان ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية من الترشح لعدد غير محدد من العهد الرئاسية والنيابية والمحلية على خلاف الدستور الحالي الذي لا يسمح إلا بولايتين متتاليتين. وكانت الحملة الانتخابية الخاصة بهذا الاستفتاء والتي دامت شهرا كاملا ركزت على إدارة وشخصية الرئيس هوغو شافيز الذي يتولى السلطة منذ عشر سنوات والراغب في البقاء فيها لعشر سنوات أخرى لتكريس وتجسيد مبادئ "الثورة البوليفارية" التي حمل شعارها منذ توليه السلطة. للإشارة فإن الولاية الثانية للرئيس شافيز تنتهي عام 2012 حيث سيكون الفنزويليون مع موعد مع انتخابات رئاسية. وعبر الرئيس شافيز عن قناعته بأن الفنزويليين سيوافقون على هذا التعديل الذي سيسمح بإعادة انتخابه وانتقد بشدة الأطراف الأجنبية التي تصفه ب"الدكتاتوري". وقال في تصريح صحفي "إنني واثق من نتيجة الأحد، وثقتي بالنصر اكبر بكثير من تلك التي كانت في انتخابات الفاتح ديسمبر 2007". يذكر أن الناخبين الفنزويليين كانوا رفضوا في استفتاء ديسمبر 2007 تعديلات دستورية واسعة مستوحاة من مبادئ الاشتراكية وتشمل 69 مادة في الدستور من بينها تعديل مادة تسمح بإعادة انتخاب الرئيس لأكثر من عهدتين متتاليتين. غير أن الرئيس الفنزويلي اعتبر أنه إذا تم اقرار التعديل الدستوري فإن وضع حكومته سيتعزز في الأعمال التي تقوم بها حاليا وقال "أن عشر سنوات لا تعني شيئا" في إشارة إلى أن عشر سنوات من حكمه غير كافية لتحقيق كل الإصلاحات والبرامج التي سطرها. ويرى محللون أنه "بإمكان أنصار شافيز والمتعاطفين معه أن يسجلوا في رصيده نقاطا إيجابية عديدة منها إحداث إصلاحات دستورية وتشريعية واسعة مست عدة مجالات مؤسساتية ومثلت تقدما استثنائيا مقارنة بالأوضاع السائدة في المنطقة خاصة فيما يتعلق بحماية حقوق الإنسان الأساسية". للإشارة فإنه تم اجراء14 عملية انتخابية في فنزويلا خلال العشر سنوات الماضية اتسمت في مجملها ب"الشفافية والديمقراطية" حسب الملاحظين، حيث تم التصويت الكترونيا بإشراف 300 مراقب دولي اختارتهم المعارضة وقبلتهم الحكومة في كل مراحل الانتخابات. وعلى النقيض من الحركات اليسارية التي اعتمدت على النضال المسلح، فإن الرئيس هوغو شافيز وصل إلى السلطة في فنزويلا عن طريق صناديق الاقتراع وبمجرد وصوله إلى السلطة عاد إلى الشعب ونادى بإصلاحات دستورية لتوسيع نطاق سلطاته.