عاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى طهران مختتما زيارة رسمية إلى لبنان استمرت يومين قادته إلى جنوبيه حيث استقبل هناك استقبالا شعبيا حافلا وتوعد بأن الصهيونية إلى زوال. وغادر نجاد عبر مطار بيروت بعد لقاء جمعه مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مقر السفارة الإيرانية قدم له الأخير خلاله هدية رمزية هي عبارة عن بندقية لأحد الجنود الإسرائيليين كان مقاتلو الحزب قد غنموها في حرب جويلية عام 2006. الهام/س-وكالات وكان الرئيس الإيراني زار قصر بعبدا وعقد لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان تم خلاله تقييم الزيارة ونتائجها على كل الصعد. وعبر الرئيس الإيراني عن شكره لنظيره اللبناني على الرعاية والحفاوة البالغة التي تلقاها والوفد المرافق له، مكررا التأكيد على استعداد إيران لمساعدة لبنان في كل ما يطلبه، مجددا الدعوة إلى الرئيس سليمان لزيارة إيران. وقدم أحمدي نجاد هدية لنظيره اللبناني ميشال سليمان وهي عبارة عن جهاز "نانو سكوب" إيراني الصنع يستخدم في البرامج العلمية والتقنية. وأجرى الرئيس الإيراني أثناء زيارته محادثات مع المسؤولين اللبنانيين ووقع 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتطوير العلاقات والتعاون بين البلدين في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والبيئة والإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعلوم التقنية. ولم تشمل الاتفاقيات تقديم مساعدات عسكرية للبنان، غير أن الزعيم الإيراني قال إن بلاده مستعدة لتقديم الدعم العسكري للجيش اللبناني. كما التقى الرئيس الإيراني سياسيين لبنانيين ورجال دين من كل الطوائف والمذاهب، وكانت له استقبالات شعبية عديدة خصوصا في مدينة بنت جبيل الواقعة على بعد خمسة كيلومترات من حدود إسرائيل. وفي تلك المدينة قال نجاد في مهرجان حاشد إن العالم بأسره يعرف أن الصهاينة سيختفون من الوجود، وأضاف أن المحتلين الصهاينة لم يعد لهم خيار سوى قبول الواقع أو العودة إلى البلاد التي أتوا منها. وأكد نجاد أن "فلسطين ستحرر بفضل قوة وإيمان المقاومة"، مشددا على أن "راية العدالة قادمة لا محال، والعشق والمحبة قادمان لا محال". وتوجه الرئيس الإيراني إلى سكان المدينة بالقول "أحييكم يا شعب المقاومة أنتم جبل شامخ ونحن فخورون بكم وسنبقى في صفكم إلى الأبد". وزار نجاد لاحقا ضرائح شهداء مجزرتي قانا (عامي 1996 و2006) ومتحف قانا في جنوب لبنان حيث قرأ الفاتحة. وقال نجاد في كلمة "أتيت كي أقول سلام عليكم وعلى قانا أرض الصبر والمقاومة، قانا باتت وثيقة حية عن المقاومة الباسلة والصبر الجميل لهذا الشعب". وتابع "أشكر الله على أنه قد أتاح لي أن أتشرف بزيارتكم أيها الشعب المؤمن والشجاع، أتيت هذه الليلة إلى هذه البلدة الكريمة قانا حاملا معي التحيات القلبية الخالصة والعاطفة الأخوية الصادقة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادتها وشعبها". بموازاة ذلك رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تصريحات نجاد في كلمة ألقاها في تل أبيب بذات القاعة التي أعلن فيها ديفد بن غوريون تأسيس الدولة على أرض فلسطين عام 1948. وقال "تأسيس دولة إسرائيل وجميع ما حققناه طوال السنين يشكل أفضل رد على الشتائم التي سمعناها من جهة الحدود اللبنانية". وحذر نتنياهو لبنان من التحول إلى "امتداد لنظام آيات الله في إيران"، مضيفا أن "هذه مأساة للبنان ولكن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها". وكان مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أعربوا في الأيام الأخيرة عن قلقهم من زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان. واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن الزيارة تدل على أن لبنان أصبح دولة تابعة لإيران.