أعلن مسؤولون جنوبيون سودانيون أن قائد جيش منشقا بدأ محادثات مصالحة مع رئيس حكومة جنوب السودان، في إطار جهود جديدة لإنهاء انقسامات الجنوب قبل الاستفتاء على تقرير المصير المقرر في جانفي المقبل. الهام/س-وكالات يأتي ذلك فيما قال زعيم حزب الأمة القومي في السودان الصادق المهدي، إن حربا تشتعل الآن في جنوب السودان ما بين الجنوبيين أنفسهم، وإن هنالك بوادر حرب في الشمال. وأضاف المهدي إن على مجلس الأمن إزالة أسباب الحرب، لا أن يتخذ موقفا شكليا منها. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان كول دايم كول إن غابريال تانغ الذي تنسب إليه المسؤولية في اشتباكين في الجنوب عامي 2006 و2009، زار قادة كبارا في الجيش الشعبي لتحرير السودان في جوبا عاصمة الجنوب، وتوجه إلى اجتماع مع حكومة رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت. وعرض كير في الأسبوع الماضي العفو عن تانغ ورفاقه بشرط أن يكف عن الأنشطة العسكرية. وقال كول عن الاجتماعات "عندما حضر تانغ وثلاثة من قادته إلينا قالوا إنهم قبلوا العفو الذي أصدره الرئيس، وإنهم سيعودون على الفور إلى شعبهم دون أي شروط". وأضاف كول "قالوا إنه من المهم للغاية لكل أفراد شعب جنوب السودان أن يتحدوا في هذه المرحلة الحرجة من مصيرهم". وأوضح كول أنه لا يمكنه التعقيب على ما إذا كان تانغ قد توصل إلى تسوية رسمية مع حكومة الجنوب، قائلا إن ذلك يتوقف على المحادثات مع الرئيس. ولم يتبق سوى أقل من ثلاثة أشهر بالنسبة لشعب الجنوب على تنظيم استفتاء بشأن ما إذا كان سيصبح أحدث دولة في القارة الأفريقية، أم سيبقى متحدا مع الشمال الذي دخل معه في حرب أهلية طويلة انتهت باتفاق سلام عام 2005. وشهد الجنوب اندلاع قتال بين قبائل ومليشيات متنافسة قبل وبعد اتفاق السلام. واشتبك جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان مع قوات موالية لتانغ -وهو قائد مليشيا سابق انضم إلى جيش الشمال- في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل في فيفري 2009. واندلع نزاع بين الجيش الشعبي لتحرير السودان وتانغ تحول إلى عنف في ملكال في ديسمبر 2006 مخلفا 150 قتيلا على الأقل حسب تقديرات الأممالمتحدة. وعرض سلفاكير أيضا إصدار عفو في الأسبوع الماضي عن جورج أتور، وهو ضابط سابق في جيش الجنوب قال إنه تعرض للغش، واستبعد من حكومة ولاية جونغلي في انتخابات أفريل الماضي. كما عرض إصدار عفو عن جالواك جاي الذي تمرد في ولاية الوحدة بعد الانتخابات، وروبرت جوانغ المتهم بإطلاق تمرد في مناطق شيلوك الجبلية التي يقع معظمها في ولاية أعالي النيل. وحث كول الرجال الباقين ورفاقهم على قبول العرض، وقال -وهو يشير إلى الاستفتاء على الاستقلال الذي يقترب موعده- "يجب ألا يتأخروا، يجب أن ينضموا إلى المسيرة في المرحلة الأخيرة نحو التصويت على الاستقلال".