أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو ضرورة حماية التاريخ الوطني من قبل المختصين، عن طريق اعتماد المناهج العلمية الحديثة وتكييفها مع الواقع والمعطيات الوطنية لكتابة تاريخنا الوطني الذي تعرض عبر العصور إلى حملات تزييف وتشويه· واعتبر محمد شريف عباس، خلال ندوة وطنية حول المرحوم فرحات عباس أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تعتبر نضجا سياسيا ووعيا نضاليا جديرا بالتفكير والدراسة، مذكرا بالدور الذي لعبته هذه الحكومة في الجبهة الخارجية ''إننا نقف اليوم أمام لحظة تاريخية يميزها نضج سياسي ووعي نضالي جدير بالدراسة، وهو الحكومة المؤقتة التي استطاعت فرض نفسها في كل المحافل الدولية''، مذكرا بمناقب وبطولات الجزائريين في حربهم نحو الاستقلال ''تاريخ الجزائر هو كتاب مفتوح مليء بالمحطات التي صنعها رجال ونساء أضحوا جزءا من هذا التاريخ ببطولاتهم وتضحياتهم من أجل استقلال الجزائر''· هذا، وأكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، بالمناسبة أن فرحات عباس ''تحمّل مسؤولية قيادة الحكومة المؤقتة وهو يدرك بحكم تجربته النضالية الطويلة ثقل تلك المسؤولية وما يتحتم عليها مواجهته في ضوء واقع استعماري''· كما شدد بقاء هذا النضال حيا في الذاكرة عن طريق اطلاع واهتمام الأجيال الجديدة بالتاريخ الوطني وبشخصياته، قائلا: ''ينبغي أن يعمق في نفوس الأجيال الصاعدة رغبة معرفة الحقائق المتصلة بما اضطلعت به هذه الحكومة وغيرها من هيئات الثورة من مهام متميزة''· ولم يفوت الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين دعوة وزير المجاهدين بضرورة دراسة النضج السياسي في تجربة الحكومة المؤقتة، ليطلق نداءه للمهتمين والمختصين في كتابة التاريخ الوطني لحمايته عن طريق التدقيق والتدوين بالوسائل الحديثة للحفاظ عليه من الحملات التشويهية التي تستهدفه منذ زمن، مؤكدا على أن ''الاهتمام بكتابة التاريخ شكل منذ اللحظات الأولى لاسترجاع الاستقلال أحد أهم انشغالات المجاهدين''، ولهذا يضيف عبادو ''واقع الحال يفرض علينا اليوم في إطار مسعانا لكتابة تاريخنا الوطني اعتماد المناهج العلمية الحديثة وتكييفها مع الواقع والمعطيات الوطنية، خاصة وأن تاريخنا قد تعرض عبر العصور إلى حملات تزييف وتشويه في محاولة للتقليل من أهمية ما تميز به من أمجاد وبطولات''، معتبرا أن هذه الفترة لا تفوت بالنسبة لأصحاب الاختصاص ''الظروف قد أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت مضى أمام ذوي الاختصاص من الكفاءات الوطنية للإسهام العلمي والمباشر في تحقيق هذا الطموح الوطني الكبير''·