تراهن مصالح الفلاحة بولاية المسيلة على بلوغ سقف إنتاج من اللحوم الحمراء يقدر ب250 ألف قنطار خلال هذه السنة حسب ما علم من مديرية القطاع. و حسب نفس المصدر فإن كمية الإنتاج المتوقعة ستفوق تلك المحققة سابقا و ذلك بنحو 30 ألف قنطار ناتجة عن توسع مجال النشاط بدخول ممارسين جدد سواء في تربية المواشي أو التسمين أو الخدمات ذات الصلة بإنتاج اللحوم كالتسويق والقصابة و الطب البيطري وغيرها. واستنادا للمصالح الفلاحية فإن ولاية المسيلة و بهذه الكمية من الإنتاج ستصنف ضمن الولايات الثلاث الممونة للسوق الوطنية باللحوم الحمراء مع العلم و أن عقد النجاعة المبرم في هذا المجال توقع سقف إنتاج لا يتعدى ال 200 ألف قنطار. ويلقى نشاط إنتاج اللحوم إقبالا من طرف الممارسين خصوصا الشباب منهم الذين وجدوا ضالتهم في مثل هذا النشاط الذي يستقطب حسب إحصائية مستقاة من مديرية التجارة ما يزيد عن 10 آلاف ممارس كما يوفر سنويا حسب مصالح الفلاحة ما يزيد عن 2.500 منصب شغل مؤقت . وتتوقع مصالح الفلاحة أن يشهد إنتاج اللحوم الحمراء الذي يتشكل من لحم الأغنام بنسبة 80 بالمائة ولحم الماعز و البقر و الجمال خلال السنوات الخمس المقبلة نموا معتبرا بالنظر إلى الإقبال الكبير لسكان مناطق الريف على هذا النوع من النشاط. كما تتوقع ذات المصالح مستقبلا مزدهرا لنشاط إنتاج اللحوم بالولاية وذلك من خلال ارتفاع عدد كبار المستهلكين من بينهم المؤسسات التربوية والجامعية والتكوينية التي يتضاعف المسجلون بها سنويا. ومن جهتها ترى الغرفة الفلاحية المحلية أن نشاط إنتاج اللحوم الحمراء يتسم بالطابع التقليدي في الإنتاج كونه لم يخرج عن التربية والتسمين والتسويق بالرغم من أن هذا المجال يعد واسعا ويمكن ان يدخل في الصناعات الغذائية من أوسع أبوابها ليشمل على الخصوص إنتاج "المرتديلا" بأنواعها العديدة و الكاشير علاوة على الاستثمار في مجال ذبح الماشية عن طريق إنشاء مسالخ خاصة. وفي هذا الخصوص اعتبر بعض أصحاب محلات القصابة بالسوق المغطاة لعاصمة الولاية الممارسين لهذه التجارة منذ نحو قرن من الزمن أنهم توارثوا مهنة القصابة أبا عن جد ولا يسعون إلى ممارسة نشاط آخر حتى و لو كان ذي صلة بإنتاج اللحوم الحمراء كونها مجالات جديدة تتطلب وقتا للتعرف على أسرارها وخباياها. وأشروا أن لهم زبائن يقصدونهم من مختلف مناطق الوطن على غرار نظرائهم في عين الحجل في شمال الولاية وبرهوم و"هذا بحكم عديد العوامل وليست الأسعار بالدرجة الأولى بل طابع الخدمة الممتاز في هذا المجال". للإشارة فإن أسعار اللحوم الحمراء بولاية المسيلة لم يحدث و أن ارتفعت محليا فوق ال750 د.ج بالنسبة للحم الضأن وسبق وأن انخفضت عن ال600 دج مطلع الخماسي الأخير بفعل الجفاف الذي عادة ما يرغم الموالين على بيع رؤوس الماشية خشية موتها بسبب ندرة الأعلاف و تراجع مساحات الرعي بالسهوب.