رفع العلم الفلسطيني فوق مكاتب البعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالعاصمة الأميركية واشنطن لأول مرة يوم أمس الثلاثاء، في خطوة رمزية تهدف إلى زيادة الزخم باتجاه إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وتحقيق اعتراف دولي بها. وذكرت شبكة "أي بي سي نيوز" أن سفير السلطة الفلسطينية في الولاياتالمتحدة معن عريقات رفع العلم على شرفة فوق مدخل المكتب، وسط تصفيق المؤيدين.
محمد / ك – وكالات وأثنى عريقات على سماح إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما برفع العلم، وقال إن ذلك يعني أن الإدارة جادة، وأضاف "نحن نحثهم الآن على ترجمة تأييدهم للدولة الفلسطينية إلى عمل ملموس". وقال إن مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية حصلت على إذن وزارة الخارجية الأميركية لرفع العلم منذ أغسطس/آب الماضي، عندما تم رفع مستوى البعثة من مكتب تمثيلي إلى وفد عام، لكن المسؤولين كانوا بانتظار إذن صاحب المبنى قبل رفع العلم. وأضاف عريقات "نحن فخورون برؤية العلم"، مؤكدا أن "الأوان قد حان كي يرفع هذا العلم -الذي يمثل نضال الشعب الفلسطيني لتقرير المصير وإنشاء الدولة- في الولاياتالمتحدة"، معربا عن أمله في أن تساعد هذه الخطوة الجهود الدولية الرامية للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ورغم إقراره بأن رفع العلم ليس له تأثير عملي على السياسة الأميركية فإنه وصفه بأنه "خطوة مهمة ومؤثرة" نحو السعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية من أميركا أو الدول الأخرى، وقد يدفع إدارة أوباما إلى التحرك نحو الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة. من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي إن رفع العلم لا يغير وضع مكاتب بعثة السلطة الفلسطينية في واشنطن التي تخضع للعديد من القيود، وليس لديها الوضع الدبلوماسي الكامل لدولة مستقلة، مجددا رفض بلاده أي خطوة فلسطينية أحادية الجانب لإعلان قيام الدولة. وقد أثار رفع العلم سخط بعض النواب الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، حيث نددت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس إليانا روز ليتينين برفع العلم الفلسطيني، ووصفت الأمر بأنه "مغامرة جريئة". وقالت إن رفع العلم في واشنطن هو "جزء من مخطط القيادة الفلسطينية للضغط والتحايل للحصول على القبول الدولي، والاعتراف الدبلوماسي بالدولة الفلسطينية التي لما تنشأ بعد، بينما ترفض (تلك القيادة) التفاوض مباشرة مع إسرائيل، أو القبول بوجود إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية". وتدعم الولاياتالمتحدة رسميا إقامة دولة فلسطينية من خلال المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وتعارض جهودا جارية للدول العربية للجوء إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية إلى أن يتم التوصل لاتفاق سلام. ويذكر أن بلدانا عدة قد اعترفت مؤخرا بالدولة الفلسطينية، كان آخرها جمهورية غيانا التعاونية، لتصبح بذلك الدولة السابعة في أميركا اللاتينية التي تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية، بعد البرازيل والأرجنتين وبوليفيا وأورغواي والإكوادور وتشيلي.