أجمع باحثون ومحللون تونسيون على أن مواقع التواصل على الإنترنت والإعلام التفاعلي والفضائيات كان لها دور كبير في ثورة الشعب التونسي، وأشاروا إلى أن الثورة غيرت وطورت دور الإعلام في التغيير وقدمت علاقة جديدة له مع السلطة. محمد / ك – وكالات وفي ندوة أقامها المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات في فندق شيراتون بالعاصمة القطرية الدوحة، عدد الباحثون أسباب ونتائج ثورة الشعب التونسي وانعكاساتها على الساحة العربية. وقال المحامي وناشط حقوق الإنسان التونسي شوقي الطبيب إن الموقع الاجتماعي فيسبوك "كان جيشا حقيقيا تحرك جوا وبحرا وبرا حتى أسقط بن علي"، وأضاف أن الموقع أيضا "أقام مجتمعا مدنيا حقيقيا أطر نفسه وقدم صيغة جديدة للمجتمع المدني". وقال الباحث التونسي عز الدين عبد المولى إن شباب الإنترنت مد الثورة بكم هائل من المعلومات والوسائط وملفات الفيديو، وقام بتغطيتها في جميع مراحلها حتى وصلت إلى غايتها. وأضاف أن ما ساعد الثورة أن عدد مستخدمي فيسبوك في تونس يتجاوز المليونين، وهو أكبر رقم في أفريقيا ومن أرفع النسب في العالم العربي، وأضاف أن 75% من مستخدمي فيسبوك التونسيين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة. وأكد عبد المولى أن الإعلام الجديد كسر المعادلة القائمة على الارتباط الحتمي بين النظام السياسي والمنظومة الإعلامية في العالم العربي، وباتت الميزانيات الضخمة التي تنفقها الأنظمة على المؤسسات الإعلامية لتكون في خدمتها غير ضرورية، بعدما انتشر الإعلام الجديد بما يحمله من خصائص الديمقراطية في قلة تكلفته حتى أصبح كل مواطن إعلاميا، وفي إتاحته للتفاعل والتأثير وخيارات في المحتوى والصيغة. ويرى المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة أن مواقع التواصل كان لها تأثير كبير في ثورة تونس، لكنه رفض التهويل من تأثيرها وقال "لو جلس الجميع على فيسبوك لما قامت الثورة.. لقد أصبح كل من لديه فيسبوك يظن أن له دورا كبيرا في صناعة التاريخ.. هذه المواقع قامت فقط بدور التعبئة الأيدولوجية في الثورات". وأوضح أستاذ الفلسفة بجامعة قطر الدكتور حسن بن حسن أن العالم شهد في ثورة تونس ميلاد مجتمع مدني جديد على صعيد كوني في ثورة الإعلام التفاعلي التشاركي المبرأ من أي تلاعب تأويلي، وقال "علينا أن نضع الأطر ليتكيف هذا الجديد في إطار نشاط المجتمع المدني". كما أكد المشاركون في الندوة على دور الفضائيات والإعلام المهني في مساعدة الثورة، وقال رئيس تحرير جريدة "حقائق" التونسية زياد كريشان إن هذه الثورة لم تكن لتقوم لو لم يكن التلفزيون والإنترنت. وبدوره قال الناشط التونسي صلاح الدين الجورشي إن قناة الجزيرة "أحدثت تغيرا نوعيا في الأحداث"، وإن بن علي ارتبك مع أيام التغطية الأولى وطلب من فعاليات كثيرة حوله إصدار البيانات ضد الجزيرة، وأكد أن "أول إنجاز للجزيرة في تغيير نظام حكم كان هو تغيير النظام التونسي".