أفاد التلفزيون الرسمي أن أعضاء هيئة المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمصر وعلى رأسهم كل من صفوت الشريف وجمال مبارك وزكريا عزمي قدموا استقالاتهم وحل محلهم أعضاء جدد وتأتي هذه الاستقالة كمنعرج هام في حياة الحزب الحاكم بعد إقالة أحمد عز مسؤول التنظيم في الحزب الذي تم منعه من السفر وجمدت حساباته وذكرت صحيفة غارديان البريطانية أن ثروة الرئيس المصري حسني مبارك وعائلته تتراوح بين 40 و70 مليار دولار، وفقًا لتحليل خبراء في الشرق الأوسط. وأوضحت أن هذه الثروة موزعة ما بين أرصدة في بنوك سويسرية وبريطانية، وعقارات في بريطانيا والولاياتالمتحدة الأميركية ومصر. وبحسب الصحيفة فإنه "خلال ثلاثين عاما بوصفه رئيسا للجمهورية ومسؤولا عسكريا رفيعا، استطاع مبارك الحصول على أرباح تقدر بملايين الدولارات من خلال صفقات الاستثمار، معظمها تم إخراجها من البلاد ووضعها في حسابات سرية ببنوك سويسرية وبريطانية، مثل بنك يو بي أس السويسري وبنك أسكتلندا، واستثمر بعضها في منازل وفنادق". وتؤكد مصادر الصحيفة أن جمال مبارك، الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم في مصر، يملك وحده "ثروة تقدر ب17 مليار دولار موزعة على عدة مؤسسات مصرفية في سويسرا وألمانيا والولاياتالمتحدة وبريطانيا". ووفق المصادر فإن "جمال يملك حسابا جاريا سريا في كل من بنك يو بي أس وآي سي أم وتتوزع ثروته عبر صناديق استثمارية عديدة في الولاياتالمتحدة وبريطانيا منها مؤسسة بريستول آند ويست العقارية البريطانية، ومؤسسة فايننشال داتا سيرفس، التي تدير صناديق الاستثمار المشترك". أما سوزان مبارك فتقول الصحيفة نقلا عن "تقرير سري تداولته جهات أجنبية عليا" إن سوزان دخلت نادي المليارديرات منذ العام 2000، "وتتراوح ثروتها بين 3 و5 مليارات دولار معظمها في بنوك أميركية، إلى جانب عقارات في عدة عواصم أوروبية مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس ودبي". وعلى الأرض بدأ آلاف النشطاء المرابطين في ميدان التحرير وسط القاهرة استعداداتهم لاعتصام طويل تتخلله مظاهرات مليونية ابتداء من اليوم الأحد والثلاثاء والخميس، وذلك لحمل الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي. يأتي ذلك بعد يوم "جمعة الرحيل" التي شارك فيها الملايين في مختلف أنحاء البلاد. ولاحظ شهود عيان أن أغلب من يدخلون الميدان من المحتجين يحملون أغطية وكميات كبيرة من الطعام والشراب، وهو ما يرجح أن أعدادا كبيرة ستبيت الليلة في الميدان استعدادا للمظاهرات المليونية، التي ستحمل اسم "أحد الشهداء". وأفادت بعض المصادر أن مسيحيين سيقيمون اليوم قداس الأحد في الميدان. وقال شاهد عيان لوكالة رويترز إن "نقاط التفتيش تعددت عند المداخل"، وتابع "فتشوني خمس مرات قبل أن أدخل الميدان". ولاحظ شهود عيان أمس تعدد الحواجز التأمينية التي أقامها المحتجون في المداخل الستة المؤدية للميدان، ووفقا لأحد الشهود فإن هناك كميات كبيرة من الحجارة خلف كل حاجز، وذلك لصد أي مهاجمين محتملين ممن يسمونهم بلطجية النظام. في الأثناء قال الناشط إيهاب النجار من الزقازيق إن "البلطجية" هاجموا متظاهرين بقنابل "المولوتوف" في المدينة. إلى ذلك شهد أحد أقسام الشرطة في مدينة الفيوم المصرية هروب عدد من السجناء تحت أنظار أفراد الشرطة. من جهة أخرى، أطلقت السلطات المصرية سراح مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة عبد الفتاح فايد بعد أن اعتقلته قوات الأمن المصرية الليلة الماضية. وكان "بلطجية" قد اقتحموا أمس مكتب الجزيرة في القاهرة ودمروا محتوياته. وفي سياق آخر، اجتمع مبارك مع وزراء الاقتصاد والتجارة والنفط في الحكومة الجديدة، في إشارة -حسب المراقبين- إلى أنه ما زال يمارس صلاحياته رغم مطالب الملايين من شعبه بتنحيته. ورغم برودة الطقس فقد أمضى عشرات الآلاف من المصريين الليلة الماضية في ميدان التحرير، وكان نحو مليون ونصف مليون مصري قد تجمعوا في ميدان التحرير، مكررين مطالبهم برحيل مبارك. كما تظاهر أيضا مئات الآلاف في مدن المنصورة والمحلة الكبرى والزقازيق وطنطا وبني سويف وأسيوط ودمنهور والعريش، مطالبين برحيل الرئيس مبارك رغم محاولات منع وتخويف من قبل مجموعات مرتبطة بالحزب الوطني الحاكم. وقد انضم إلى الحشد في ميدان التحرير أمس الأول عدد كبير من الشخصيات العامة من مثقفين ورجال دين وسياسيين. وكان من بينهم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي قالت مصادر صحفية إن الغاية من حضوره تهدئة المتظاهرين الذين تلقوا تأكيدات جديدة من الجيش بعدم استهدافهم, وطبقا لوزارة الصحة المصرية فإن 11 قتيلا سقطوا في مواجهات ميدان التحرير منذ الأربعاء الماضي بالإضافة إلى 5000 مصاب من المتظاهرين منذ يوم الجمعة، غير أن المصادر الطبية تؤكد أن الرقم أكبر من ذلك بكثير.