دعت إسبانياوألمانيا أول من أمس، منطقة اليورو إلى توقيع ميثاق اقتصادي لجعلها أكثر تنافسية ومن أجل الحفاظ على رخائها. وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل في مدريد عشية "قمة الاتحاد الأوروبي"، إن من شأن تلك الاتفاقية أن تبعث "إشارة مهمة".وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني،خوسيه لويس ثاباتيرو، إن أوروبا تحتاج إلى رفع سن التقاعد. محمد / ك وأبدى ثاباتيرو تأييده لهذا الميثاق قائلاً "نحتاج أن نكون أكثر قدرة على التنافس". وأثنت ميركل على الإصلاحات الاقتصادية التي أقرها ثاباتيرو، قائلة، "إنها سوف تحول مستقبل إسبانيا إلى مسار أفضل".وطبقت إسبانيا التي واجهت ضغوطاً في سوق السندات العام الماضي إجراءات تقشف قاسية، وبدأت في إعادة هيكلة وإعادة رسملة بنوك الادخار المريضة وقامت بإصلاح جزئي لسوق العمل وتوصلت إلى اتفاق بشأن رفع سن التقاعد. وكافأت الأسواق المالية مدريد أمس، بتكاليف اقتراض منخفضة للغاية في مزاد لسندات مدة استحقاقها نحو سنتين وخمس سنوات، مما يظهر انحسار التوترات، بينما يتوقع المستثمرون إجراء حاسماً لوضع حد لأزمة منطقة اليورو في الأسابيع المقبلة. كما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أول من أمس، إن فرنساوألمانيا ستقدمان مقترحات مشتركة لتحسين القدرة التنافسية الاقتصادية في منطقة اليورو خلال قمة "الاتحاد الأوروبي" التي عقدت أمس. لكن مسؤولين بالاتحاد، قالوا، إن القرارات ستتخذ فقط في مارس مع تعزيز صندوق إنقاذ لمنطقة العملة الموحدة، وهو الأمر الذي مازال يحتاج إلى عمل كثير. إعادة الثقة بإسبانبا وعشية القمة التي عقدت في بروكسل فازت إصلاحات إسبانيا بثقة الزعيمة الألمانية التي كانت متشككة في السابق، والتي قالت أثناء زيارة لمدريد "إن إسبانيا عملت الآن بالفعل ما كان يجب عليها عمله، ولذلك فإنني أعتقد أن إسبانيا تسير في مسار جيد للغاية".وقال مصدر في مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إن باريس وبرلين تريدان من الدول ال17 التي تشترك في اليورو اتخاذ سلسلة من الالتزامات لجعل اقتصاداتها أكثر قدرة على المنافسة على أن تراجع هذه الالتزامات في اجتماعات القمة السنوية لدول منطقة اليورو. وقال المصدر الرئاسي، وهو يطلع الصحافيين شريطة عدم ذكر اسمه "إننا في لحظة فارقة، الأسواق تتراجع والشكوك بشأن تضامن اليورو ومنطقة اليورو أدت إلى تفريق، هذه هي لحظة اتخاذ خطوة كبيرة إلى الأمام". وتوازن هذه الصفقة مطالب ألمانيا بنظام نقدي أكثر صرامة مدعوم بعقوبات مع دعوات فرنسية إلى عقد اجتماعات قمة بانتظام لمنطقة اليورو لبناء "حكومة اقتصادية أوروبية" وتنسيق سياسات نمو موجهة. وقال المسؤول الفرنسي، "إن اتفاق القدرة التنافسية المقترح ستترتب عليه التزامات لإرساء قيود العجز في المؤسسات الوطنية وجعل الأجور وأسواق العمل أكثر مرونة وربط نظم التقاعد بالإحصاءات السكانية لكل بلد".وتساءلت صحيفة "لوموند" الفرنسية في عدد أمس، عما إذا كانت أوروبا قادرة على الخروج قوية من الأزمة التي بدأت قبل عام بتعرض اليونان إلى مشاكل مالية. ورأت الصحيفة أن ما كان يعتقد بأنه غير محتمل قبل أشهر قليلة أصبح غير مستبعد الآن، وأن الميثاق الذي اقترحته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدعم من حليفتها باريس لتعزيز القدرة التنافسية في دول الاتحاد الأوروبي يمكن أن يصبح حجر أساس جيداً للمنظومة الأوروبية. وأضافت الصحيفة "على الرغم من أن تعبير الحكومة الاقتصادية ذي الصبغة الفرنسية المفرطة والذي ليس من التعبيرات الشائعة في برلين، فإن الأمر فعلاً يدور في هذا الفلك بالضبط".وسيؤدي الميثاق حسب الصحيفة إلى اتخاذ إجراءات عدة على مستوى دول منطقة اليورو على الأقل، وفي جميع دول الاتحاد الأوروبي في حالته المثلى، إلى تقارب في سياسة الأجور ونظام الضرائب المفروضة على الشركات وإلى استمرار تطوير أنظمة التقاعد. وأشارت الصحيفة إلى الاستغراب الشديد الذي قوبلت به اقتراحات ميركل في ربيع العام 2010 عندما كان الاتحاد الأوروبي يبحث عن سبل لمساعدة أثينا على تجاوز الأزمة، وقالت، "إن ذلك يصيب بالدهشة والرضا في الوقت نفسه عن مدى تطور الحكومة الألمانية".