خرج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن صمته أخيرا ، ليدلي بدلوه في عديد القضايا التي ما فتئت تثير اهتمام الراي العام المحلي والدولي ، سيما ما اصطلح على تسميتها بفضيحة سوناطراك التي كان الفضل في تفجيريها للصحافة الإيطالية ، معربا عن ثقته في العدالة الجزائرية لفك طلاسم القضية وتحديد المسؤولين عن نهب المال العام والتلاعب به ليعرج على أزمة مالي وتداعياتها على الوضع الداخلي محذرا من الخطر الأمني الذي يحدق بالجزائر من كل حدب وصوب.. فضيحة سوناطراك ..لن تمر مرور الكرام وأعرب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالته إلى الأمانة العامة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، ومن ورائها العمال الجزائريين بالمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، عن سخطه واستنكاره للأمور التي تناولتها الصحافة الجزائرية والمتعلقة بتسيير شركة سوناطراك بالقول أنها أمور "تثير سخطنا واستنكارنا"، مشددا على إحساسه بخطورة الملف حيث أشار بأنه " في هذا المقام لا يجوز لي أن أمر مرور الكرام على ما تناولته الصحافة مؤخرا من أمور ذات صلة بتسيير شركة سوناطراك"، وأعلن بصريح العبارة عن ثقته في مسار العدالة الجزائرية التي قطعت شوطا كبيرا في الاصلاحات بتأكيده "لكنني على ثقة من أن عدالة بلادنا ستفك خيوط هذه الملابسات وتحدد المسؤوليات وتحكم حكمها الصارم الحازم بالعقوبات المنصوص عليها في قوانيننا". وتعد هذه المرة الأولى التي يعلق فيها بوتفليقة على تقارير صحيفة أجنبية أشارت إلى تورط شركة (إيني) الإيطالية وفرعها (سايبام) بالجزائر إلى جانب وزير الطاقة السابق شكيب خليل وعدد من مساعديه في تلقيهم لرشاوى وعمولات تقدر ب 256 مليون دولار مقابل تسهيلات في منح صفقات للمجموعة الإيطالية. عين أمناس كشفت وحشية الفلول الارهابية و حذر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من خطورة تعرض أمن البلاد للخطر جراء الوضع الأمني المتأزم في مالي، وقال الرئيس في خطابه الذي ألقي بالنيابة عنه لأول مرة في هذه المناسبة، وذلك منذ اعتلائه كرسي الرئاسة "نواجه تحديات أخرى، نرى أمننا يتعرض للخطر بين الفينة والأخرى جراء الوضع السائد في مالي على حدودنا الجنوبية وبسبب إرهاب لا يؤمن شره ولا نتهاون لحظة في محاربته"، مشيرا إلى أن "ما وقع بعين أمناس قبل أيام أقام الدليل الأمثل على ذلك إذ كشف وحشية الفلول الإرهابية وفي نفس الوقت أبرز اقتدار جيشنا وأجهزتنا الأمنية الذين وفقوا جميعهم في التصدي لهذا الاعتداء الذي استهدف إحدى أهم المنشآت في بلادنا". وأكد رئيس الجمهورية بهذه المناسبة أنه "يأبى علي الواجب إلا أن أشيد وأنوه بالضباط و الجنود وأعضاء مصالح الأمن ورجال الحماية المدنية الذين نال تدخلهم إعجابنا وإعجاب الرأي العام الدولي, كما أترحم على أرواح العمال الجزائريين والعمال الأجانب الذين لقوا حتفهم جراء هذا الاعتداء المقيت وأعبر عن إكبارنا وشكرنا للذين استطاعوا بفضل رباطة جأشهم واستماتتهم ان ينقذوا المنشآت وأداة الإنتاج. ويشار إلى الاعتداء الإرهابي الذي استهدف يوم 16 جانفي الجاري الموقع الغازي لتيقنتورين بعين أمناس أسفر عن مقتل 37 رهينة من بينها جزائري، كما تم القضاء على 29 إرهابيا والقبض على 3 من محتجزي الرهائن خلال الهجوم الذي شنته القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي للقضاء على المجموعة الإرهابية وتحرير الرهائن الجزائريين والأجانب. وتعد هذه الاشادة باقتدار عناصر الجيش الشعبي الوطني تعد الثانية خلال الشهر الجاري للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وذلك بعدما سبق وأن وصف العملية التي قام بها هناك ب«المعركة الكبرى» ضد قوى الشر والتدمير . ومن جانب آخر دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى ضرورة إعداد الشباب الجزائري قصد تمكينه من تحمل المسؤولية مستقبلا معتبرا هذه الشريحة بمثابة "الرأس المال الحقيقي" للبلاد. وقال الرئيس بوتفليقة في الرسالة ذاتها أن "رأس مالنا الحقيقي هو شبيبتنا التي علينا ان نعدها لتحمل مسؤوليات المستقبل ونبذل كل ما في وسعنا حتى نترك لأجيالنا بلدا آمنا قادرا على تبوأ مكانته الحقة في حضيرة الأمم".