إرسال طائرتين إلى مطار باماكو لنقل موظفين جزائريين وأعضاء القنصلية إلى الجزائر حركة أنصار الدين توصلت إلى اتفاق مع الخاطفين لتجنب عمليات عسكرية في شمال مالي
سلّم إرهابيون من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في إقليم أزواد لمسلحين من حركة أنصار الدين، بعد أن ضغطت الجزائر على المسؤولين في الفصائل الأزوادية المسلحة وهددت بشن عمليات عسكرية وحصار إقليم أزواد. وقالت مصادرنا إن السلطات الجزائرية لم تستلم لحد مساء أمس الأحد المختطفين الموجودين في عهدة مسلحي أزواد. قال مصدر أمني جزائري رفيع إن مفاوضين من خلية الأزمة التي شكلها رئيس الجمهورية يفاوضون الخاطفين حول طريقة تسليم الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين، وبينما يفضل الأزواد الذين يوجد الدبلوماسيون في عهدتهم نقل الأسرى الجزائريين برا إلى منافذ تمنراست من أجل تسليمهم للسلطات الجزائرية مباشرة، يلح الجانب الجزائري على نقلهم نحو العاصمة المالية باماكو، حيث مقر سفارة الجزائر هناك وهو أفضل وأأمن طريق. وأجرى أعضاء من خلية الأزمة التي شكلتها وزارة الخارجية ومصالح الأمن ووزارة الدفاع أول اتصال هاتفي مع القنصل الجزائري المختطف في إقليم أزواد، بعد أن سمح له بذلك مسلحون من فصيل أزوادي، يعتقد بأنه متحالف مع حركة أنصار الدين يقوده آغ حسان، أحد وجهاء قبيلة إيفوغاس أكبر قبائل توارف مالي. وتحدث ضباط ومسؤولون في أجهزة الأمن ووزارة الخارجية من مقر سفارة الجزائر في باماكو، مع موظفي القنصلية المختطفين فجر أمس الأحد، كما انطلقت طائرتا نقل عسكريتان من قاعدة جوية في تمنراست، ظهر أمس الأحد، باتجاه العاصمة المالية باماكو. وقالت مصادرنا إن الطائرتين ستنقلان موظفين جزائريين من مالي إلى الجزائر من ضمنهم أعضاء القنصلية الجزائرية في غاو المختطفين من طرف حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وسلم إرهابيون، يعتقد بأنهم من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين لقادة من حركة أنصار الدين الأزوادية المسلحة التي يقودها إياد غالي، في إطار صفقة تم التوصل إليها لتجنب عمليات عسكرية جزائرية كبرى في شمال مالي. وكشفت مصادرنا بأن الدبلوماسيين الجزائريين السبعة (القنصل و6 معاونين) تم تسليمهم، في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، في منطقة غونان قرب مدينة بوييم في موقع يبعد ب350 كلم شمال غرب غاو. وقالت مصادر مطلعة إن تنظيم التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، المتحالف مع فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أفرج، صباح أمس، عن الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين. وكشفت مصادرنا أن حركة أنصار الدين، التي يقودها إياد غالي، استلمت الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في إطار اتفاق بين الحركتين بعد ضغط شديد من حركات مسلحة أزوادية بلغت حد التهديد بشن عمليات مسلحة ضد التوحيد والجهاد. كما أكدت مصادرنا أن الجزائر هددت بقطع كل العلاقات التجارية مع إقليم أزواد وفرض حصار على الإقليم الذي تعد الجزائر أهم منافذه إلى العالم الخارجي. وكانت الجزائر قد حشدت قوات ضخمة في قواعد جوية بالجنوب. وكانت حركة تحرير أزواد وحركة أنصار الدين قد عرضتا، منذ البداية، على الجزائر المساعدة للإفراج عن الدبلوماسيين الجزائريين، وهو ما أشارات إليه ''الخبر'' في عدد سابق. وقالت مصادرنا إن عدة سيارات دفع رباعي حملت الجزائريين المختطفين من منطقة غونان في طريق يسير بإتجاه العاصمة المالية باماكو.