تنبهت الوزارة الأولى واستجابت بسرعة للمطالب التي رفعها العديد من مواطني ولايات الجنوب، والتي تعالت في الأيام الأخيرة بالدعوة داعية ل "مليونية" تنطلق من ولاية ورقلة تحديدا وعدد من ولايات الجنوب الكبير، وهذا "تنديدا" ب "الحقرة" التي طالتهم وحرمانهم من فرص التشغيل العديدة، التي توفرها المؤسسات الناشطة بالصحراء الجزائرية، خاصة منها في المناطق البترولية والمنجمية، حيث سارع الوزير الأول عبد المالك سلال في رد فعل أولي لاتخاذ جملة من الإجراءات لصالح شباب المنطقة على رأسها تغيير سياسات التشغيل في الشركات البترولية.. جاء في تعليمة سلال، الرامية لامتصاص غضب شباب الجنوب فيما يخص سياسة التشغيل التي تتبناها الشركات البترولية و التي تقوم على "التمييز و العنصرية –حسب رأي شباب المنطقة- ، تعديد ورقة عمل خاصة واستثنائية للمؤسسات المتمركزة في ولايات الجنوب، بما في ذلك الواقعة مقراتها الاجتماعية خارج هذه الولايات، حيث ألزم سلال هذه المؤسسات بتشغيل اليد العاملة المؤهلة المحلية خاصة في المناصب التي لا تستدعي تأهيلا عاليا. و أضافت التعليمة أنه "في حال استحالة إيجاد الاختصاصات المطلوبة في سوق العمل المحلية، يمكن لوالي الولاية المختص إقليميا أن يمنح ترخيصا استثنائيا باللجوء إلى يد عاملة من خارج الولاية، على أن يكون ذلك بموجب تقرير معلل ومشفوع برأي مصالح التشغيل المختصة". و ألزم سلال ألزم مسؤولي شركة سوناطراك على حل معادلة الشغل والبطالة في الجنوب، من منطلق الاختلالات المسجلة بين طرفيها، ففي وقت تسجل فيه ولايات الوطن ارتفاعا في الطلب على الشغل مقابل نقص في المناصب، تحصي ورڤلة بحكم تمركز الشركات النفطية بحاسي مسعود، فائضا في مناصب الشغل مقارنة بحجم الطلب، إذ أكد منتخبون ولائيون يومها للوفد الوزاري، أنه خلال السنة المنقضية، تم إحصاء 27 ألف منصب شغل مقابل 10 آلاف طلب فقط، إلا أن المحسوبية والشروط التعجيزية للشركات النفطية، حالت دون وصول مناصب الشغل لطالبيها، لتبقى البطالة بهذه الولاية عند عتبة 9,4 بالمائة، حسب أرقام وزارة العمل والتشغيل. 495 مليار دينار لولايات الجنوب كشف الوزير ولد قابلية أن ولايات الجنوب استفادت خلال الفترة الأخيرة من خلاف مالي قدر ب495 مليار دينار، في حين استفادت ولاية إيليزي عبر المخططات الخماسية الثلاثة (2000-2012) من غلاف مالي قدره 122 مليار دينار، و ذكر بالمشاريع المهيكلة التي استفادت منها ولايات الجنوب لا سيما فيما يتعلق بإنجاز طرق و تزويد ولاية تمنراست بالماء الشروب انطلاقا من مدينة عين صالح. و أعلن في هذا السياق عن إقامة تجمعات سكانية جديدة بمناطق الجنوب بغية "التقليل من الفراغ والهوة الموجودة بين المدن في هذه المناطق". وأوضح في هذا الإطار أنه سيتم إنشاء أربع مدن جديدة بين تمنراست وعين صالح و اثنتان بين رقان وأدرار و تجمع سكاني كبير بين بشار وتندوف في حين سيتم تطوير التجمع السكاني لبرج الحواس الواقع بين جانت وإليزي. و فيما يخص ما يتم تناقله ن المشاكل في الجنوب أشار ولد قابلية إلى أن الأمر يتعلق "بحساسيات و ليس بمشاكل سياسية". و أكد قائلا : "ليس هناك أي مشاكل سياسية في الجنوب و الذين يتحدثون عن ذلك هم مخطئون". و في هذا الصدد أمر الوزير الولاة بانتهاج طريق الاتصال مع المواطنين بهدف إيجاد "الحلول المناسبة" لمشاكلهم. قروض دون فائدة لدعم إنشاء المؤسسات المصغرة جاء في التعليمة المؤرخة في 11 مارس 2013، تخضيض قروض بدون فائدة لصالح الشباب المقاولين و البطالين في ولايات الجنوب الحاملون لمشاريع إنشاء مؤسسات مصغرة من قروض بدون فائدة حسب تعليمة للوزير الأول السيد عبد المالك سلال متعلقة بتسيير التشغيل في ولايات الجنوب. وجاء في التعليمة "إن تخفيض نسبة الفائدة على القروض الممنوحة من طرف البنوك في إطار أجهزة دعم إنشاء نشاطات مصغرة التي تسيرها الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب و الصندوق الوطني للتأمين على البطالة سيتم رفعه إلى 100 % بالنسبة للمشاريع التي يبادر بها الشباب المقاولون و البطالون من المرقين في ولايات الجنوب العشرة". ومن جهة أخرى تأمر التعليمة وزير الطاقة و المناجم بتكليف كل المؤسسات تحت وصايته لحملها على تفضيل المناولة في نشاطها مع المؤسسات المصغرة المنشأة في إطار الأجهزة المذكورة أعلاه. كما يجب على الولاة السهر على التطبيق الصارم لأحكام المادة 55 ثالثا من قانون الصفقات العمومية التي تخصص حصة 20 بالمائة من الطلب العمومي إلى المؤسسات المصغرة المستحدثة في هذا الإطار حسب التعليمة رغم كل شيء... سكان الجنوب ماضون في مسيرتهم ويصر المنظمون لمسيرة "مليونية ورقلة" على المضي في مسيرتهم، رغم التطمينات التي خرج بها سلال، و عزموا على الخروج غدا في مسيرتهم للتعبير عن مطالبهم "الاجتماعية البحتة " وشدد المنظمون على عدم تدخل الأحزاب السياسية لأن المشكل ليس سياسيا بل يتعلق بمطالب تمثل بالخصوص في اعتذار سلال عن لفظة "شرذمة"، ثم مطالب تتعلق بحل جذري وشفاف لملف التشغيل. وقال المنظمون إن البعد الوطني في المسيرة يتمثل بالأساس في مشاركة المئات من أبناء ولايات الشمال في المسيرة التي ستقام بساحة التحرير وسط مدينة ورڤلة تحت شعار "استرجاع الكرامة". وأضاف هؤلاء أن الحضور سيكون قويا وأن الاحتجاج سلمي لأبعد الحدود، ومن جهة أخرى أكد المنظمون أنمن يطلق عنهم "أعيان الجنوب بأدرار وتمنراست وإليزي" لا يمثلون إلا أنفسهم وفشلوا مرارا في إبلاغ انشغالات سكان الجنوب، لو مارسوا مهامهم في أحضان السلطة بصدق وإخلاص لما وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه، إلا أنهم اشتغلوا بخدمة مصالحهم الضيقة ونسوا أهل الجنوب. وأكد المنظمون أن هؤلاء أصلا غير معروفين ولا تأثير لهم في الساحة وتجاوزتهم الأحداث.