تربعت المنتجات الصينية على السوق الجزائرية وفرضتاحتكارها و سيادتها و تواجدها فيه ، فلا يخلو أي محل أو سوق تجاري من بضائع مستوردة من بلاد العجائب رغم الخطورة التي تشوب تلك المنتجات و هو الأمر الذي أكده الكثير من المختصين الذين اثبتوا خطورة تسويق و استيراد المنتجات الصينية لما فيها من خطورة على صحة الإنسانإلا أنها و للأسف تمرر يوميا إلىالأراضي الجزائرية و على مرأى من أعين الجمارك الذين فشلوا في ضبطها ، و هناك من يسهل عملية إدخالها لما فيها من ربح لتجارها دون أن يضعوا بعين الاعتبار انها سلع بعيدة كل البعد عن المعايير الصحية هذا دون ان ننسى ان الصين تعد اهم ممون تجاري للجزائر التي زاد استيرادها لمنتجاتها في السنوات الاخيرة رغم راداءة نوعيتها التي لا ترقى الى معايير الجودة على غرار المنتجات الاوربية خاصة الايطالية منها. و بعتبر المستوردين الجزائريين أهم عامل زاد من اكتساح المنتجات الصينية المقلدة لأنها تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن الجزائري البسيط و لأنه في هذا الجانب سيضمن شراءها حتى و ان كانت لا تتلاءم مع معايير النوعية و الامان و الفعالية و المهم أن سعرها مقبول و في متناول الجميع، و في جولة لنا في شوارع الجزائر العاصمة تحدثنا مع مجموعة من المواطنين حول ما ان كانت الألبسة الصينية تتلاءم مع أذواقهم ، فكانت الإجابات أغلبها تنحصر في أن كل مايلبس اليوم صيني و لا يمكننا أن ننكر ذلك ، السيدة مريم تقول : " لا يقتصر الأمر على الألبسة و الأحذية فقط بل حتى الأجهزةالكهرومنزلية ، حيث باتت المنتجات الصينية متواجدة في حياتنا و ذلك لان سعرها يتلاءم مع دخلنا و كذلك لأن الصين أشهر دولة مقلدة في العالم ، فكل ما نرغب به من قطع نالت إعجابنا في الألبسة ذات النوعية الجيدة كالسلع الاوربية نجدها في الألبسة الصينية بنفس التصميم فقط ما يختلف النوعية و السعر الذي هو أرحم بالنسبة لنا ." و أما السيد حكيم فيقول : " أعلم أن المنتجات الصينية فيها خطر على صحتي و أشهد يوميا مدى اقبال الجزائريين عليها و لكنني بالرغم من أنني محدود الدخل الا انني امتنع في لجوء إليها ، لأن سلعنا المحلية حتى و ان كانت نوعيتها ليست بالجيدة إلا أن أسعارها مناسبة حالها كحال السلع الصينية و هكذا أكون أخترت سلع بلادي و شجعت الانتاج المحلي و تفاديت ما قد يصيبنا جراء شراء البسة صينية ." ، و لكنه يبدو أن المستوردين لهم دهاء كبير حيث أرتأى بعضهم الى استعمال الحيلة في غياب أليات الرقابة بالادعاء على انها سلع اوربية و بصم ذلك و في الحقيقة هي سلع صينية .. و الأغلب أن السلع الصينية شابتها الكثير من الإنتقادات و ذلك على إثر النتائج التي باتت ظاهرة على المستهلكين جراء لبسها خاصة في الاونة الاخيرة سجلت الكثير من الحالات على مستوى المستشفيات اكتشف بعدها عن للأحذية سببا فيها و التي وصل بمرتاديها الى بتر أرجلهم فيما تسبب للاخرين بأورام سرطانية و ذلك لإحتواءها على مواد كيميائية خطيرة كمادة حمض النتريك المضادة لرطوبة القدمين ، و من هذه الحقائق قمت باطلاع متحدثينا عليها و كانت ارائهم على أنها اشاعات فقط للإطاحة بها حيث أجابنا العم محمد قائلا: " أنا من مرتادي الألبسة الصينية و الأحذية و غيرها و لم ألاحظ تأثيرها السلبي لحد الساعة ، فكل ما يروج له حول الآثار الجانبية للأحذية الصينية فهو مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة الهدف منها حمل الناس الى اقتناء السلع المحلية و هو ما تعمل عليه الدولة و هو مشابه لما حصل مع الشيفون الذي حاول الكثيرون الإطاحة به و لكننا نقول أننا سعداء لشراء كل ما هو رخيص لأنه يراعي ظروفنا المعيشية ." و مع الاقبال المحتشم على السلع المحلية الجزائرية تتزايد توجهات المستهلكين الجزائريين الى كل ما هو صيني حتى و إن كان مغشوش و على حساب صحتهم و هو الأمر الذي تأكد معنا على لسان طبيبة الجلد السيدة " لكال فايزة" التي ذكرت بأن ارتداء السلع الصينية خاصة الأحذية فعلا له بعض الجوانب الصحية مثل الامراض الجلدية و قد يؤدي أحيانا الى أورام سرطانية أمام غياب الوعي و الارشاد الصحي من جهة و غياب الرقابة على هذه السلع من طرف أجهزة الرقابة على مستوى مراكز العبور الجمركية ، يمكن أن تشكل خطرا على الصحة العمومية لاحتوائها مواد كيمائية صنعت منها كمادة أولية في هذه الصناعات. و الأخطر من هذا غياب الثقافة الاستهلاكية لدى المواطن الجزائري الذي بات يتهافت على أية سلعة رخيصة دون النظر الى نوعيتها و أحسن من قال :" اذا عجبك رخصو تخلي نصو " و الأدهى اتجاه بعض العائلات الى شراء منتجات للأبناء مما قد يشكل خطرا مضاعفا على صحتهم .