دخلت كوريا الشمالية مرحلة جديدة من التصعيد الكلامي مع جارتها الجنوبية وواشنطن حيث أعلنت أمس "حالة الحرب" على سيول وسط دعوات دولية لخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وبثت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بيانا صادرا عن الحكومة أمس قالت فيه "من الآن فصاعدا تدخل العلاقات بين الشمال والجنوب حالة الحرب وكل ما يتصل بالقضايا المطروحة سيخضع لهذا الاعتبار"، وتعليقا على الموضوع قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي كيتلين هايدن "شاهدنا التقارير الاخبارية بخصوص بيان جديد غير بناء صدر عن كوريا الشمالية، نحن نأخذ هذه التهديدات بجدية ونبقى على اتصال وثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي"، يشار إلى أن الكوريتين ما زالتا تقنياً في حالة حرب منذ الحرب الكورية خلال أعوام 1950-1953، مع العلم بأن النزاع بينهما انتهى باتفاق على وقف الأعمال العدائية وليس بمعاهدة سلام، وكانت الصين قد دعت أمس الأول إلى بذل "جهود مشتركة" لخفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية، بينما حذرت روسيا من توتر يخرج عن نطاق السيطرة بسبب تصاعد النشاط العسكري قرب كوريا الشمالية، وقال الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي في مؤتمره الصحفي الدوري إن السلام والاستقرار بشبه الجزيرة الكورية يخدمان المصلحة المشتركة، وتعتبر بكين الحليفة الوحيدة لكوريا الشمالية وشريكتها التجارية الأولى، وتؤمن لها خصوصا موارد الطاقة الضرورية لاقتصادها، لكن الصين التي تشغل مقعدا دائما بمجلس الأمن الدولي، صوتت مع قرار ينص على تعزيز العقوبات على كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية الثالثة الشهر الماضي، من جانبه حذر وزير الخارجية الروسي من أن زيادة النشاط العسكري قرب كوريا الشمالية يمكن أن يتسبب في خروج التوتر عن نطاق السيطرة منتقدا ضمنا - طلعات قاذفات القنابل الأميركية التي أعقبتها تهديدات من بيونغ يانغ، وأعرب سيرغي لافروف عن قلق موسكو من أنه إلى جانب ما وصفه برد الفعل الجماعي والكافي من مجلس الأمن الدولي يجري اتخاذ إجراءات من جانب واحد تعمل على زيادة النشاط العسكري، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى خروج الوضع عن نطاق السيطرة، وتأتي هذه التطورات بعدما أمر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وحدات الصواريخ الإستراتيجية بأخذ وضعية الاستعداد لمهاجمة قواعد عسكرية أميركية بكوريا الجنوبية والمحيط الهادئ، وذلك بعد أن قامت قاذفتان أميركيتان من طراز ستيلث بطلعتين في استعراض للقوة أمام بيونغ يانغ.