تحتضن اليوم الثلاثاء جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بولاية قسنطينة، الملتقى الدولى حول الفكر الإصلاحى عند الإمامين عبد الحميد بن باديس وبديع الزمان سعيد النورسى، والذي تستمر الى يوم الغد. وسيتم خلال هذا الملتقى تكريم العديد من العلماء الذي ساهموا في ارتقاء الفكر العربي بشكل عام، وهذا على غرار العالم الأزهرى مجاهد توفيق الجندى لجهوده في الارتقاء بجامعة الأزهر. حيث سيتولى تكريم هؤلاء العلماء الأستاذ الدكتور عبد الله بوخلخال، رئيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة و الذي يتولى رئاسة الملتقى، بالاضافة الى منسق أعماله الأستاذ الدكتور محمد بو الروايح نائب رئيس الجامعة. وقد صرح الدكتور عبد الله بوخلخال، رئيس الملتقى، بأنه " ليس صحيحا الاعتقاد الشائع في بعض الفلسفات الإصلاحية الراديكالية، من أن الإصلاح يعنى الثورة على كل ما هو قائم وإحداث تغيير جذري يستغرق كل المنظومات القائمة (الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية)، لأن المفهوم الراديكالى للإصلاح يتعارض مع الإصلاح من حيث مبناه اللفظى ومعناه الوظيفي"، مضيفا في نفس الوقت، ولذلك فإن الصحيح بيقين هو الاعتقاد بأن الإصلاح معناه إعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية، وذلك بإزالة كل الشوائب، وهذا هو المفهوم الصحيح والواقعي والعقلاني للإصلاح الذى تكرسه مناهج الإصلاح الاجتماعي على وجه العموم ومناهج الإصلاح الديني على وجه الخصوص". كما أشار في تصريحه، إلى أن ثنائية الاستعمار والتغريب التي اجتاحت العالمين العربي والإسلامي بعد النهضة الصناعية، جعلت من الإصلاح ضرورة ملحة لعدة أسباب، منها أن التراث الفكري والموروث الديني والاجتماعي للمسلمين تعرض لكثير من عمليات التشويه من قبل بعض الجماعات الدينية، ومن هنا كانت هناك حاجة ماسة لتجديد وإصلاح هذه المكونات وإعادتها إلى جادتها". وقد حذر في الوقت ذاته من أن تشكل هذه الثنائية خطر حقيقيا طفق يهدد الكيان المادي والمعنوي للمسلمين، وهذا من خلال شعارات غربية براقة مفادها أن المد الحضاري الغربي لا يستهدف الكيان المادي والمعنوي للمسلمين، وإنما يهدف إلى إشاعة ثقافة التنوير بينهم، لكى يلتحقوا بالركب الحضاري الغربي ولا يبقون عنصرا مهملا على هامش التاريخ حسب ما صرح به ذات المتحدث.