أهدر ريال مدريد الاسباني فرصا بالجملة أتيحت أمامه للتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ، ولكنه لم يهدر الحد المتاح من كبريائه وكرامته رغم الخروج على يد بروسيا دورتموند وصيف بطل ألمانيا. وسجل الفريق الملكي هدفين متأخرين في مباراة إياب الدور نصف النهائي أول أمس، ليفوز 2-0 في ملعبه سنتياغو بيرنابيو، غير أن هذه النتيجة لم تكن كافية بعد خسارته ذهابا الأسبوع الماضي على يد منافسه 1-4 ودخل رجال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المباراة وهم عازمون على تحقيق الصعب، خصوصا بعد أن توقع المراقبون تأهلا محسوما لصالح الفريق الضيف الذي انجز 80 بالمئة من المهمة على أرضه وبين جماهيره، غير أن واقع المباراة المثيرة كان مخالفا لما توقعه المراقبون. ضغط ريال مدريد منذ البداية وأهدر 4 فرص أكيده للتسجيل في أول 15 دقيقة من عمر المباراة، منها إنفرادات صريحة لهيغواين وأوزيل ورونالدو، ولو أن واحدة من هذه الفرص أصابت شباك الفريق الأصفر، لأصبحت المهمة أسهل. وظهرت قوة الكرة الإسبانية على أرضها، عندما واصل الفريق الملكي التحكم بسير المباراة وإهدار الفرص العجيبة، ومن الشوط الأول إلى الثاني والمباراة تسير على منوال واحد، والتعادل السلبي يفرض نفسه. وأجرى المدرب البرتغالي مورينيو تبديلا "متهورا" عبر الزج بالثنائي كاكا وبنزيمة بدلا من هيغواين وكونتراو، وأكمل الفريق الملكي آخر 30 دقيقة من عمر المباراة وهو يدافع ب3 لاعبين فقط، وكاد مرماه أن يتلقى أكثر من هدف لولا براعية الحارس لوبيز. الخطر الألماني المستمر لم يرعب مورينيو ورجاله بل واصلوا الزحف نحو المرمى المقابل، وتحقق لهم في وقت متأخر تسجيل هدفين عن طريق بنزيمة وراموس، وكاد الفريق في الوقت الإضافي أن يسجل هدف التأهل الثالث لولا أن رأسية راموس جانبت المرمى ولم يحقق ريال مدريد ما هو مطلوب، ولكنه على الأقل أثبت أن "المهمة المستحيلة" لم تكن في الحقيقة مستحيلة.