تبادل الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الفنزويلي الجديد نيكولاس مادورو الانتقادات عبر التصريحات الصحفية والتصريحات المضادة، وذلك بعد أن رفضت الولاياتالمتحدة الاعتراف بانتخاب مادورو بأغلبية بسيطة، واتهام هذا الأخير لواشنطن بدعم معارضيه والتخطيط لاغتياله. قال أوباما في مقابلة تلفزيونية أثناء زيارة لكوستاريكا إن إشارة الحكومة الفنزويلية إلى مواطن أمريكي اعتقل هناك على أنه جاسوس –سخيفة-، في إشارة إلى أمريكي اسمه تيموثي هاليت تريسي قالت فنزويلا أواخر الشهر الماضي إنها اعتقلته، واتهمته بتمويل مظاهرات طلابية معارضة، وقالت إنه تلقى تدريبات كعميل للمخابرات. و اضاف أوباما لمحطة نوتيسياس تيليموندو في مقابلة بثت أمس الأحد ، -إن هذا مواطن أمريكي اعتقل على ما يبدو، سنتعامل مع الموقف مثل كل المواقف التي يكون لدينا فيها مواطن أمريكي يواجه نوعا من المشكلات القانونية في بلد أجنبي. فكرة أن هذا الشخص جاسوس سخيفة- وأضاف في ختام جولة استمرت ثلاثة أيام زار خلالها المكسيك وكوستاريكا، -رأينا بعضا من هذه التصريحات تخرج بين الحين والآخر من فنزويلا-. واتهمت فنزويلا تريسي -35 عاما- بأنه تلقى أموالا من منظمة أجنبية غير ربحية، وقام بتحويل هذه الأموال إلى منظمات طلابية ساعيا لإثارة حرب أهلية، ولكن أقارب وأصدقاء تريسي قالوا لوسائل الإعلام إنه مخرج أفلام وثائقية، وإنه كان في فنزويلا لصنع فيلم عن انتخابات الرئاسة. ويقول مسؤولون أمريكيون إن معالجة هذا الأمر تجري بشكل غير رسمي بدلا من المستوى الحكومي، وإنهم لا يعرفون تفاصيل القضية، ولكنهم يسعون إلى الحصول على زيارة قنصلية لتريسي. وتأتي قضية تريسي بعد تهم وجهها مادورو الذي انتخب رئيسا لفنزويلا في أفريل بفارق بسيط، لمسؤولين أمريكيين سابقين بوضع خطط لاغتياله، أضاف إليها أن واشنطن تدعم جهود زعزعة استقرار فنزويلا. ولكن الحكومة الأميركية نفت تلك التهم، كما انتقدتها المعارضة الفنزويلية بوصفها ستارا لصرف أنظار الفنزويليين عن المشكلات الداخلية الصعبة. وقد جاءت التهم الفنزويلية بعد قول أوباما نيوز بأن الولاياتالمتحدة تتابع الحملات على المعارضة في فنزويلا، عندما سئل هل يعترف بالرئيس المنتخب حديثا نيكولاس مادورو رئيسا شرعيا لفنزويلا. ورد مادورو على انتقاد أوباما للعملية الديمقراطية في فنزويلا بتنديد غاضب لما أسماه –وقاحة- الرئيس الأمريكي خلال مقابلته التلفزيونية. وقال -لا يوجد الآن شك في أن أوباما نفسه كدمية للقوة الاستعمارية يقف وراء تمويل هذا الجناح اليميني الذي يريد أن يعبث ويدمر الديمقراطية الفنزويلية-. وأضاف أنه لن يتهاون في دفاعه عن سيادة فنزويلا ودستورها، وأنه مستعد لإجراء محادثات مع واشنطن على الرغم من عدائها له. واتهم بيان أصدرته الحكومة الفنزويلية فيما بعد أوباما بغض الطرف عن القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات التي قادتها المعارضة بعد يوم من انتخاب مادورو، وأنه ينافق فيما يتعلق بحقوق الإنسان في ضوء إخفاقه في إغلاق سجن للأجانب المشتبه بأنهم إرهابيون في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو بكوبا. وكانت الولاياتالمتحدة قد أثارت غضب مادورو الشهر الماضي عندما امتنعت عن الاعتراف بفوزه بفارق بسيط على مرشح المعارضة إنريكي كابريليس.