فقدت شعوب العالم الثالث بل الإنسانية جمعاء كما فقد الشعب الفنزويلي، مناضلاً صلباً قائداً نصيرا للفقراء، الرئيس هوغو تشافيز، الذي توفي أمس الأول الثلاثاء، بعد معركة شرسة ضد مرض السرطان، وبعدما خاض أشرس المعارك ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها داخل فنزويلا و خارجها على السواء. اقليميا قاد أميركا اللاتينية إلى مرحلة التكامل والتحرر ب مشروعه "البديل البوليفاري" و"اشتراكية القرن الحادي والعشرين"، و دوليا سجلت له مواقف مشرّفة أبرزها طرد السفير "الإسرائيلي" و قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني ، وهو ما لم يجرؤ عليه رؤساء و ملوك العرب. إعلان الفاجعة.. "إنها لحظة حزن عميق". وأعلن مادورو في خطاب تلفزيوني رحيل شافيز في المستشفى العسكري في كراكاس حيث كان يخضع فيه لعلاج كيميائي، وقال نائب الرئيس ووريثه نيكولاس مادورو الذي بدا عليه التأثر "تلقينا اكثر نبأ محزن يمكن ان نعلنه لشعبنا. عند الساعة 16,25 (20,55 بتوقيت غرينتش) من اليوم الخامس من مارس توفي قائدنا الرئيس هوغو شافيز فرياس بعد صراع مع مرض منذ حوالى السنتين". وطلب من الناس التحلي بالقوة واحترام الألم الذي يشعر به غالبية الفنزويليين. وقال بنبرة حزينة "إنها لحظة حزن عميق". وبعد الإعلان عن وفاة شافيز ، أمر مادورو بنشر قوات الجيش والشرطة في البلاد من أجل «ضمان السلام»، مشدداً على أن «كل القوات الوطنية المسلحة والشرطة الوطنية تنتشر في هذا الوقت لمواكبة وحماية شعبنا وضمان السلام». و بعدها ظهر عدد من كبار القادة العسكريين على شاشة التلفزيون، معلنين ولاءهم لنائب الرئيس، مؤكدين أن الجيش يعد باحترام الدستور ورغبة شافيز. و بعيد اعلان الوفاة قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما "في هذه اللحظة الصعبة من وفاة الرئيس هوغو شافيز، تجدد الولاياتالمتحدة دعمها للفنزويليين ولمصلحتها في تطوير علاقات بناءة مع الحكومة الفنزويلية، ففي اللحظة التي تبدأ بها فنزويلا فصلا جديدا من تاريخها، نواصل دعمنا السياسات التي تدعم مبادئ الديموقراطية ودولة القانون واحترام حقوق الانسان". مادورو يتهم "اعداء فنزويلا التاريخيين" وكان نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد اتهم قبل ساعات من وفاة شافيز «أعداء فنزويلا التاريخيين» بالتسبب في اصابة الرئيس هوغو تشافيز بمرض السرطان. وقال انه سيتم تشكيل لجنة علمية وانه لا يشك في انها ستكشف عن ان "تشافيز تعرض لهجوم بهذا المرض .. فالأعداء التاريخيون لهذه الامة بحثوا عن طرق لإيذاء صحة قائدنا". وفقد اعلن مادورو طرد ملحق القوات الجوية الاميركي ديفيد ديل موناكو ومنحه "24 ساعة لترتيب حقائبه ومغادرة فنزويلا"، بعد اتهامه بمحاولة الاتصال بمسؤولين عسكريين فنزويليين لاقتراح "مشاريع تزعزع استقرار" البلاد. وفي وقت لاحق اعلن وزير الخارجية الفنزويلي الياس خاوا عن طرد مسؤولين عسكريين بسبب اجرائهما اتصالات غير مسموح بها مع مسؤولين عسكريين فنزوليين، و سارعت أمريكا الى رفض الاتهامات الفنزويلية لها بالتآمر، ووصفتها ب "الأمر العبثي"، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية "باتريك فانتريل" في بيان "نرفض بشدة ادعاءات الحكومة الفنزويلية التي قالت ان الولاياتالمتحدة ضالعة في مؤامرة لزعزعتها"، مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة قد تلجأ الى المعاملة بالمثل بحق الدبلوماسيين الفنزويليين بموجب معاهدة جنيف حول العلاقات الدبلوماسية، واوضح انه على الرغم من الخلافات العميقة بين البلدين، فان الولاياتالمتحدة سعت الى اقامة علاقات منتجة، ولكن "التأكيدات الخاطئة" التي تستهدف واشنطن تظهر ان كراكاس لم تكن "معنية بتحسين هذه العلاقات". و قد أكدت وزارة الدفاع الاميركية، الثلاثاء ان أحد المسؤولين العسكريين الاميركيين طرد من فنزويلا وهو الأن في طريقه الى الولاياتالمتحدة، وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل تود بريسيل في بيان "لقد علمنا بالاتهامات التي وجهها نائب الرئيس الفنزويلي، ونؤكد ان ملحقنا للقوات الجوية الكولونيل ديفيد ديلمونيكو في طريقه الى الولاياتالمتحدة".