كشف المخرج السينمائي بلقاسم حجاج صاحب فيلم "لالة فاطمة نسومر"، الذي يعكف على تصويره منذ ايام بولاية برج بوعريريج، انه تم الاستعانة بطاقم تقني ضخم، يتمثل في فرقة مزدوجة تضم تقنيين اجانب تم استقدامهم من الخارج، بالإضافة الى جزائريين لإنجاح هذا المشروع السينمائي. واوضح بلقاسم حجاج في حوار إذاعي، ان هدفه الوحيد هو تجسيد فيلم ذو "مستوى عالمي"، عن البطلة نسومر، من شانه تخليد ونفض الغبار على جزء هام من الذاكرة الجماعية، مؤكدا أن معظم الافلام والندوات والملتقيات حول تاريخ الثورة الجزائرية، ركزت فقط على احداث ما بعد الفترة الممتدة من ال8 ماي 1945 الى غاية الاستقلال، وهو الامر الذي دفعه للتفكير في تجسيد فيلم يروي اسطورة امرأة جزائرية أمازيغية قهرت جنرالات فرنسا خلال القرن التاسع عشر، وقاومت بشراسة الاستعمار واستطاعت ان تقود معارك ضارية حققت فيها انتصارات كبيرة مضيفا انه صار لزاما علينا اليوم تعريف الاجيال القادمة بالمقاومات الشعبية التي تواصلت طيلة القرن التاسع عشر الى بداية القرن العشرين، وتخليدها بأفلام ثورية، تحفظ ذاكرتنا الجماعية من الضياع، ونبرز من خلالها الطرق التي اعتمدت عليها فرنسا لاحتلال البلاد، و الجرائم الوحشية التي ارتكبتها في حق الجزائريين العزل خلال تلك الحقبة وكذا الدور الريادي الذي لعبته المرأة الجزائرية في مقاومة المستعمر، واعتبر مخرج الفيلم ان هذا المشروع يعتبر عربون وفاء للتضحيات، الجسام التي بذلها الشعب الجزائري المقاوم على مر العصور. وعن سر اختياره لمنطقة برج بوعريريج لتصوير الفيلم، اوضح حجاج ان منطقة البرج تحتوي على مؤهلات طبيعية هامة لتصوير الافلام الثورية، في ظل التوسع العمراني الذي امتد الى العديد من الغابات والجبال التي تزخر بها الجزائر، مما يصعب على المخرج ايجاد بيئة مناسبة لتصوير تلك الحقبة ونقل صورة تعكس واقع الجزائريين خلال فترة مقاومة لا لا نسومر، كما اعاب على النقص الموجود في الجزائر في بعض التخصصات المتعلقة بالجانب التقني، لتجسيد مثل هذه الافلام الضخمة، مما جعله يكون فريقا تقنيا يضم جزائريين وأجانب يعملون من السادسة صباحا الى منتصف الليل لإنجاح الفيلم.