لا يزال قطاع الصحة بولاية سكيكدة يسجل عدة نقائص أثرت على التغطية الكاملة، لاسيما بالمناطق النائية، ناهيك عن عدم مطابقة بعض المنشآت الصحية للمعايير، مع نقص الأطباء المختصين بسبب أزمة السكن وقلة التجهيزات، ويجمع مستخدمو الصحة والمواطنون عموما، على أن الخدمات الصحية لم ترق بعد إلى ما هو مطلوب، مما يجعل عددا هائلا من المرضى، يتنقلون إلى الولايات المجاورة والبعيدة لتلقي العلاج ،وتشير تقارير المجلس الشعبي الولائي لسكيكدة للعهدة المنقضية، بأن العديد من بلديات الولاية تواجه نقص المؤسسات العمومية للصحة الجوارية، مثل منطقة أولاد أعطية غرب سكيكدة، حيث تقوم هذه الأخيرة بتغطية أكثر من 113200ساكن موزعين عبر ثلاث دوائر وثماني بلديات متباعدة عن بعضها البعض، وكذا في عدد العيادات متعددة الخدمات، إذ توجد بالمنطقة 05 عيادات لكل أكثر من 22639 نسمة، وعيادتان للولادة الريفية بكل من بوالنغرة والزيتونة، وحسب المصدر، فإن بعض بلديات الولاية تنعدم فيها أصلا التغطية الصحية، كما هو الحال بقنواع والولجة بوالبلوط، مع تسجيل ضعف في توفير الأطباء العامين وفي عدد الأخصائيين الذين يقدر عددهم على مستوى الولاية بأكثر من 230 طبيبا مختصا موزعين على 08 بلديات، 130 طبيبا منهم يتواجدون ببلدية سكيكدة، وكذا في عدد جراحي الأسنان وفي عدد الأسرة بأكثر من 170 سريرا، وما زاد في متاعب المواطنين، أن العديد من المستشفيات بولاية سكيكدة قديمة يعود بعضها إلى الحقبة الاستعمارية، وحتى عمليات التهيئة والترميم التي خضعت لها واستهلكت أموالا طائلة لم تفد بالغرض المطلوب، ويقر الدكتور محاي محمد، مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بسكيكدة، أن النقص حاصل في المناطق النائية، كما هو الحال ببلديات بوشطاطة، الحدائق وعين الزويت التي تفتقر بها قاعات العلاج، إلا أن افتقارها للسكنات جعلها عبارة عن هياكل بلا روح، كما هو الحال بقاعتي وادي سلسلة ببلدية بوشطاطة، مرجعا ذلك إلى كون جل قاعات العلاج التي تم إنجازها على مستوى العديد من المناطق النائية ليست مطابقة لقاعات العلاج، حسبما جاء في المنشور الوزاري رقم 22 ل 15 جويلية 2007 الصادرة عن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات.