قدم أول أمس، الكاتب عبد الرزاق بوكبة في ضيافة جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي، أين قدّم آخر إصداراته " نيوتن يصعد إلى التفاحة "، وهذا بحضور الكاتبين الروائيين إسماعيل يبرير و نعيمة معمري، والعديد من الإعلاميين . واعتبر بوكبة، أن الدعم الذي تقدمه الدولة لقطاع الثقافة من أجل بناء المراكز الثقافية و المسارح و القاعات لا يكفي"، معتبرا أنه في مطلق الأحوال " الثقافة ليست بالكم الهائل من البنايات المهجورة "، مؤكدا على ضرورة مساهمة الجميع لصنع الإنسان الذي يدعم الثقافة والفن، والذهنيات التي تتقبل الفن والأدب والمسرح و غيرها، وان الجزائري الذي يمتلك الملايير ولا يملك مكتبة في بيته أو حتى حديقة، جدير بتغيير ذهنيته تجاه الفن والجمال ...". ومن جهة أخرى يرى ذات المتحدث، أن المثقف الجزائري الذي اقتحم غمار السياسة ، النظرة اليه مبنية على الولاء لا العطاء ، وبالتالي لا يعوّل عليه كثيرا في خدمة الثقافة والمثقفين في بلادنا ثم كيف يستطيع مثقف برلماني أو وزير أن يكون فاعلا والمؤسسات التي ينتمي إليها غير منتخبة . وعن تجربته الشخصية يقول: " أنا شخصيا لم أغامر بدخول معترك السياسة، ولن افعل فذلك اعتبره تهديدا لحريتي ككاتب ورغم وجود مثقفين مارسوا السياسة في بلادنا، إلا أن الأغلبية ساهموا في تمييع المشهد الثقافي أكثر مما فعله السياسي نفسه ". و استبعد بوكبة دعوة البعض للخوض في "ربيع ثقافي " أو ثورة ثقافية في الجزائر، وذلك بسب واقع الحياة الثقافية التي يغلب عليها أنانية المثقفين و إقصاؤهم لبعضهم البعض، يحدث هذا في وقت من المفترض عدد النشاطات لا يعدّ ولا يحصى وفق نظرة إستراتيجية عميقة بعيدة عن التنظير، و قريبة من واقع المواطن المادي والمعنوي، حتى لا نتحول إلى ما يشبه "المونولوغ الداخلي " حيث يخاطب المثقف نفسه او من يقاسمه همّ الثقافة بينما يبقى المواطن بعيدا على الهامش حسب ما يؤكده ذات المتحدث .