اقتحم مسلحون أمس وزارة العدل بالعاصمة الليبية طرابلس وأرغمت وزير العدل صلاح الميرغني على التوقيع على أوراق للانتفاع الشخصي "لم يُعرف محتواها" بحسب موظفين داخل الوزارة. وغادر موظفو الوزارة المبنى قبل ساعة من وصول المسلحين إثر تهديدات وصلت إليهم، ىوبحسب المصادر ذاتها فإن عملية السطو على الوزارة لم تتعد ال10 دقائق أرغموا فيها الوزير على توقيع بعض الأوراق وغادروا مسرعين ولم يصدر عن وزارة العدل تصريحات رسمية حول هذا الأمر، من جهة أخرى نفت ليبيا اتهامات النيجر بقدوم المسلحين الذين هاجموا قاعدة للجيش ومنجما لليورانيوم هناك من أراضيها بينما حذر الرئيس النيجري من أن "الإسلاميين" سيستهدفون تشاد بعد بلاده، وأكد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في مؤتمر صحفي خلال زيارته لبروكسل مساء أمس الأول أن الادعاءات بأن المسلحين الذين هاجموا قاعدة للجيش ومنجما في النيجر قدموا من ليبيا "لا أساس لها ولا تمت إلى الواقع بصلة"، مضيفا أن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي "هو الذي صدر الإرهاب وليبيا الجديدة لن تسمح بذلك"، وقال زيدان في تصريحات له بعد اجتماعه مع رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي إن ليبيا عززت الإجراءات الأمنية على حدودها واتخذت إجراءات لعدم السماح لأحد بالخروج من ليبيا أو الدخول إليها من مالي، وجدد دعوة ليبيا للنيجر إلى تسليم الساعدي نجل القذافي ومسؤولين آخرين من النظام السابق فروا إلى النيجر خلال الحرب بليبيا وأنحى عليهم باللائمة في القيام بأعمال "إرهابية" في المنطقة، في السياق أكد رئيس الاتحاد الأوروبي ”فان رومبوي” على أهمية تعزيز مؤسسات الدولة الليبية وبنائها بالطرق الصحيحة وأن تسهم علاقة ليبيا مع جيرانها في استقرار الحدود المشتركة مجددا دعم الاتحاد الأوروبي لليبيا من أجل مراقبة حدودها حيث أوضح في المباحثات التي أجراها مع رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة ”علي زيدان” أن هناك شراكة بين الطرفين لمواجهة التحديات التي تمر بها ليبيا في هذه المرحلة ، وكانت المباحثات التي أجراها زيدان ورومبوي و التي عقدت مساء أمس الأول بالعاصمة البلجيكية ”بروكسل” قد تركزت على الانتقال السياسي في ليبيا والعلاقات بين الاتحاد وليبيا ودعمها في المرحلة الانتقالية، إضافة إلى الحديث عن الوضع في ليبيا وأهمية تنظيم الانتخابات الدستورية والوضع الأمني وتعزيز العلاقة بين الاتحاد وليبيا، من جهته أعلن زيدان تأكيده ”أن المصلحة المشتركة تفرض علينا تعزيز التعاون” موضحا بقوله إن أمن المنطقة والبحر المتوسط وجنوب أوروبا هو أمن مشترك، وسنبذل قصارى الجهد من أجل ترسيخ هذا الأمن والحفاظ عليه من خلال تقوية الجيش والشرطة وتشكيل الحرس الوطني ، مضيفا أكدت على النية والإرادة من أجل التعاون بيننا وبين دول الاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات لترسيخ الأمن واحترام حقوق الانسان وتهيئة الظروف من أجل السلم والاستقرار في المنطقة كافة” وقال زيدان إن عملية تصدير الإرهاب وعدم الاستقرار انتهت مع انتهاء القذافي وأن ليبيا الجديدة لن تكون مصدر قلق للأفارقة وأن من يقوم بالإرهاب هو الساعدي القذافي ومن معه الموجودون في النيجر وأن تحركاتهم تسبب في مثل هذه الأشياء، وينبغي على إخواننا في النيجر أن يدركوا خطورة هؤلاء الاشخاص وأن يسلموهم لليبيا عبر الانتربول الدولي، كما أكد أن ليبيا جادة في ضبط حدودها وأنها ستكون دولة فعالة ومثمرة في المنطقة، وقال زيدان لدى لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوغ راسموسن " إن المساعدات التي طلبت من الناتو لا تتعدى مستوى المشورة الفنية والتقنية"، نافيا أن تكون الحكومة الانتقالية قد تقدمت بطلب من الناتو من أجل بعثة تأهيل أو تدريب حيث أشار إلى ذلك بقوله "عندما يتم ذلك سنعلنه دون أن نخفي شيئاً" وأن أي مساعدة مقبلة من طرف ناتو لليبيا لن تحمل أي طابع قتالي أو مسلح فنحن نريد التعاون مع الناتو دون المساس بالسيادة الوطنية الليبية”، وفي سياق متصل قال الأمين العام للحلف "آندرس راسموسن" إنه ناقش مع زيدان كيفية مساعدة الناتو للجهاز الأمني والعسكري في ليبيا والمتمثلة في المساعدة التقنية مثل التدريب ولا يجب أن يكون هناك أي سوء فهم لطبيعة هذه العلاقات وهذا التعاون مفندا ما أسماها أي شكوك أو نية لدي الحلف تجاه ليبيا وأنه ليس هناك احتلال أو إنزال لقوات الناتو على الأرض ولكن هناك متطلبات تقنية في الجانب الأمني للحكومة الليبية.