حث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الدول الإفريقية على بذل جهود منسقة للتصدي للتهديد المتنامي للإسلاميين في صحراء جنوب ليبيا. وقال فابيوس خلال زيارة للنيجر، حيث هاجم انتحاريون منجما لليورانيوم تديره شركة فرنسية الأسبوع الماضي، " إن هناك علامات على أن جنوب ليبيا الذي يفتقر للقانون بدأ يتحول إلى ملاذ آمن للجماعات المتشددة في منطقة الصحراء الكبرى ". وأضاف بعد اجتماع مع رئيس النيجر محمد ايسوفو " يتعين علينا فيما يبدو أن نبذل جهدا خاصا بشأن جنوب ليبيا وهو ما تريده ليبيا أيضا تحدثنا بشأن المبادرات التي يمكن للدول المجاورة القيام بها بالتنسيق مع ليبيا". موضحا في هذا الاطار ان الجهود اللازمة للتصدي للمشكلة في جنوب ليبيا ستحتاج الى دعم تونسوالجزائر وتشاد ومالي ومصر. وتابع "نظرا لأن جزءً كبيرا من ليبيا مثلما يقال دائما يمكن أن يشكل ملاذا للجماعات الارهابية فيتعين على كل هذه الدول أن تعمل معا". مضيفا ان فرنسا ستساعدها " بكثير من العزم والتضامن ". ويقول متابعون، وبعض المراقبين للوضع الأمني بالمنطقة، إن ليبيا أصبحت طريقا لتهريب الأسلحة لمقاتلي القاعدة في منطقة الصحراء الكبرى منذ سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي في 2011، حيث تقول مصادر أمنية ان الارهابي مختار بلمختار المدعو "بلعور" مؤسس تنظيم "الموقعون بالدماء" حصل على أسلحة هناك وان مقاتليه استخدموا المنطقة كطريق للمرور قبل عملية احتجاز رهائن في محطة للغاز في الجزائر خلال جانفي الفارط. وتكافح طرابلس للسيطرة على الجماعات المسلحة التي ساعدت في الإطاحة بالقذافي غير أن القاعدة النشطة بالمنطقة ترفض القاء أسلحتها، أين كان البرلمان الليبي أعلن الجنوب منطقة عسكرية في ديسمبر الماضي لكن حراسة الحدود لا تزال مهمة مضنية بالنسبة للقوات الليبية الضعيفة. كما أعلن بلمختار وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا مسؤوليتهما معا عن الهجمات التي وقعت الاسبوع الماضي في النيجر. وكانت الحركة جزءا من تحالف المتشددين الذي سيطر على شمال مالي العام الماضي. من جهة أخرى أصيب جندي فرنسي، مساء أول أمس بطلق ناري يعتقد أنه من قناص استهدفه خلال مروره من حي اليو، القريب من معسكر الجيش الفرنسي بمدينة كيدال، أقصى شمال شرقي مالي. وحسب ما أكدته مصادر محلية بالمدينة، فإن الجيش الفرنسي أغلق الحي بشكل تام وباشر عمليات تفتيش دقيقة للبحث عن أي مشتبه فيه، في ظل الاعتقاد بأن الجندي الفرنسي استهدف من طرف إحدى الجماعات الإسلامية المسلحة التي تركت بعض الخلايا النائمة في المدينة، إذ لم ترد أي معلومات عن طبيعة إصابة الجندي الفرنسي، وما إن كان قتل إثر تلك الإصابة أم لا، وذلك نظراً إلى التعتيم الكبير الذي يمارسه الجيش الفرنسي هناك. وكانت مصادر شديدة الاطلاع بمدينة كيدال قد كشفت عن إمكانية أن يكون الجندي الفرنسي قد أصيب بنيران صديقة.