نفت ليبيا الاثنين تأكيد النيجر أن المسلحين الإسلاميين الذين هاجموا قاعدة للجيش ومنجما لليورانيوم هناك يوم الخميس الماضي جاءوا من جنوبها الصحراوي وهي منطقة تخشى الكثير من الدول أن تصبح ملاذا آمنا للمتشددين. وأسفر الهجومان اللذان وقعا الخميس عن مقتل 24 جنديا ومدني وإلحاق أضرار بمعدات في منجم سومير التابع لشركة اريفا الفرنسية والذي يمد المفاعلات النووية الفرنسية باليورانيوم . وقال متشددون إن الهجومين جاءا ردا على دور النيجر في الحرب التي قادتها فرنسا على الإسلاميين في مالي. وقال رئيس النيجر محمد إيسوفو إن المهاجمين جاءوا من جنوب ليبيا الذي أصبح طريقا لتهريب الأسلحة التي تصل إلى متشددي القاعدة في أعماق الصحراء منذ سقوط نظام معمر القذافي أواخر عام 2011. وقال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في مؤتمر صحفي خلال زيارة لبروكسل إنه يود أن يؤكد أن تلك الادعاءات لا أساس لها ولا تمت للواقع بصلة. وأضاف أن القذافي هو الذي صدّر الإرهاب وإن ليبيا الجديدة لن تسمح بذلك. وتواجه حكومة طرابلس صعوبات في فرض سيطرتها على خليط من الجماعات المسلحة التي ساعدت على الإطاحة بالقذافي وترفض الآن إلقاء أسلحتها. وأعلن المؤتمر الوطني في ديسمبر الجنوب منطقة عسكرية لكن حراسة الحدود لا تزال مهمة شاقة بسبب ضعف قوات الامن الحكومية. وقال زيدان إن ليبيا عززت الإجراءات الأمنية على حدودها واتخذت اجراءات لعدم السماح لأحد للخروج من ليبيا أو الدخول اليها من مالي. وقال رئيس النيجر إن الهجومين أظهرا أن ليبيا باتت مصدرا لزعزعة الاستقرار في المنطقة بعد أشهر من شن فرنسا هجوما على شمال مالي. وكانت باريس حذرت من أن مالي قد تصبح قاعدة تشن منها الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة هجماتها. وجدد زيدان في تصريحات له بعد اجتماعه مع رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبي دعوة طرابلس للنيجر لتسليم الساعدي نجل القذافي ومسؤولين آخرين من النظام السابق والذين فروا إلى النيجر خلال الحرب في ليبيا وأنحى عليهم باللائمة في القيام بأعمال “إرهابية” في المنطقة.