تتأهب المزرعة النموذجية العمومية ريشي عبد المجيد ببلخير بولاية قالمة، للشروع خلال الأيام المقبلة في حصد ما يزيد عن 500 هكتار من الحبوب في أحسن موسم لها، بعد سنوات طويلة من التخبط في المشاكل، وهو الموسم الذي اختير له شعار من أجل كتابة قصة نجاح ويتم التحضير لحملة الحصاد والدرس لهذا الموسم بكل جدية ونشاط وروح تضامنية عالية بين الإدارة والعمال، الذين فرقتهم الصراعات الغامضة بالأمس القريب قبل أن يعيد حب المصلحة العامة والهدف المشترك جمع شتاتهم وقواهم، خاصة بعد اقتناء معدات ووسائل عمل جديدة منها جرارين فلاحيين وآلتي حصاد ودرس ومعدات أخرى وينتظر أن يكون الموسم الحالي نقطة التحول الحقيقية في الاتجاه الصحيح لاستعادة التوازن المالي للمزرعة، حسبما أفاد به مديرها إبراهيم بوستة متوقعا أن تكلل الحملة بنتائج جيدة في ظل احترام كل مراحل المسار التقني للنمو الجيد للحبوب منذ حملة الحرث والبذر، وإتباع برنامج التسميد ومكافحة الأعشاب الضارة وكذا السقي التكميلي خلال الفترات التي يحتاج فيها المزروع للمياه ويعلق الطاقم الإداري لهذه المزرعة النموذجية الواقعة ببلدية بلخير على بعد كيلومترين فقط من عاصمة الولاية قالمة، والمتربعة على أكثر من 1030 هكتار منها 980 هكتارا مسقية، أملا كبيرا في إحداث قفزة نوعية خلال موسم 2012- 2013 للخروج نهائيا من حالة الفوضى، وإزالة آخر مخلفات الإضرابات والاحتجاجات التي شهدتها المزرعة في الأعوام الماضية وتبرز حاليا العديد من المؤشرات الإيجابية التي تجعل من هذا الطموح مشروعا وقابلا للتحقيق، في إعادة بعث المزرعة بنفس الوتيرة التي كانت عليها من قبل حسب المسؤول ذاته، الذي أشار إلى أن أهم تلك العوامل تتمثل في عودة الثقة بين الإدارة والعمال، وكذا روح التضامن والتفاني في تحقيق الأهداف المسطرة ويقول المدير إن إدارة وعمال المزرعة أصبحوا يمارسون نشاطهم خلال الموسم الجاري بروح معنوية عالية، وذلك بعد التمكن من تسوية العديد من المشاكل الإدارية والمالية مع كل من مصالح الضرائب والوكالة الولائية للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية والبنوك وبعض الممونين، بفضل دعم من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية وصل إلى 54 مليون دينار والأهم من ذلك كله حسب المتحدث نفسه مراجعة الاتفاقية الجماعية التي استفاد بموجبها كل عامل بما يفوق 10 آلاف د.ج إضافية في الأجر الشهري مع تفعيل صندوق الخدمات الاجتماعية، ويذكر المدير أن أهم خطوة في الطريق الصحيح كانت كسب رهان النجاح في استغلال كل الأراضي التابعة لهذه المؤسسة العمومية، والتي كانت سابقا إما تبقى أرضا بور من دون استغلال أو تؤجر للخواص بطرق غير واضحة، مضيفا أن الموسم الجاري تميز بزرع إلى جانب القمح، 35 هكتار علف حيواني و20 هكتار حمص و15 هكتار طماطم و3 هكتارات بطاطس والبقية تمت بشراكة مقننة مع الخواص. وذكر المدير أنه إلى غاية 2009 كانت مزرعة ريشي عبد المجيد بها نحو 800 رأس من البقر الحلوب، و500 رأس غنم وكذا أكثر من 7200 دجاجة بيض، لكن لم يبق سوى الذكريات الجميلة شأنها في ذلك شأن حوالي 130 هكتارا من بساتين الأشجار المثمرة التي أتلفتها الحرائق ويبقى إعادة وضع هذه المزرعة على السكة واسترجاع مجدها، رهان الطاقم المسير وكافة المستخدمين الذين تحدوهم العزيمة من أجل النجاح.