شهدت متقنة بن تواتي أمس الواقعة ببوفاريك بالبليدة، حالة من الفوضى، تسبب فيها العشرات من ممتحني شهادة البكالوريا شعبة آداب وفلسفة، والموزعين على 17 قسما. المحتجون من التلاميذ أقدموا على تكسير الطاولات وتسجيل حالات عنف وتهديد ضد الأساتذة، مباشرة بعد توزيع أسئلة مادة الفلسفة غير المتوقعة حسبهم، والصعبة، والتي تمحورت حول مواضيع العادة والإرادة، الحقيقة ونسبيتها ونص تحليلي يتعلق بالإدراك. وكان التلاميذ الغاضبون، حسب ما روجت لهم جهات مجهولة، ينتظرون أن تدور الأسئلة حول موضوع الشعور واللا شعور، وباعتبار أن الأسئلة التي طُرحت في امتحان السنة الماضية لن تتكرر على مدار ثلاث سنوات، ما جعلهم ينصبون اهتمامهم ومراجعتهم على مواضيع معينة، بينها موضوع الشعور واللاشعور، والذي علقوا عليه آمالا كبيرة وأعدوا له من قصاصات الغش، حسب شهادات الأساتذة الذي أكدوا أن التلاميذ، بعد أن ثارت ثائرتهم، أقدموا على إخراج كتب ومقالات خاصة بمادة الفلسفة، والتي تدور حولها أسئلة البكالوريا وتدوين الإجابات مباشرة بأوراق الامتحان، غير مبالين بحضور الحراس، في حين أجمع الأساتذة على عدم إمضاء محاضر جمع وتسليم أوراق هؤلاء الممتحنين، الذين أحدثوا الفوضى وأقدموا على الغش وأخلوا بسير الامتحان، وأوردوا أن أجواء سير الامتحان بالمركز أشبه بسوق ولا يمت بصلة إلى الأجواء التنظيمية التي من المفترض أن تُجرى فيها الامتحانات الرسمية-وهو ما وقفت عليه "الشروق اليومي"، من خلال اتصال الأساتذة المتضررين، وبدا جليا حالة الفوضى من خلال أحاديث الممتحنين فيما بينهم، في حين استهجن عدد من التلاميذ بذات المركز ممن أقدموا على الإجابة عن الأسئلة المطروحة ما أقدم عليه زملاؤهم والذين أفقدوهم القدرة على التركيز، ما قد ينعكس على مستقبلهم الدراسي، سيما وأن مادة الفلسفة أساسية ونتائجها ستحدد مصيرهم، هذا وطالب الأساتذة بحضور عناصر الأمن لحمايتهم، وهو ما حدث، كما يعتزمون تقديم شكوى بالحادثة، التي تعد سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ امتحانات البكالوريا للجهات المختصة ومعاقبة المتسببين فيها.